تقديره : يسألونك أي شىء الذي ينفقونه. وإن شئت جعلت «ما» و «ذا» اسما واحد ، فتكون «ما» فى موضع نصب ب «ينفقون» ، ولا تقدرها محذوفة ، كأنك قلت : يسألونك أي شىء ينفقونه.
«ما أنفقتم» : ما ، شرط ، فى موضع نصب ب «أنفقتم» ، وكذلك «وما تفعلوا» ، والفاء ، جواب الشرط فيهما
٢١٧ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرامِ قِتالٍ فِيهِ قُلْ قِتالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ
وَالْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَإِخْراجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ)
«قتال فيه» : بدل من «الشهر» ، وهو بدل الاشتمال.
وقال الكسائي : هو مخفوض على التكرير ، تقديره عنده : عن الشهر عن قتال.
وكذا قال الفراء ، وهو مخفوض بإضمار «عن».
وقال أبو عبيدة : هو مخفوض على الجوار.
«وصدّ عن سبيل الله» : ابتداء.
«وكفر ، وإخراج» عطف على «صد» ، و «أكبر عند الله» خبره.
وقال الفراء : وصد وكفر ، عطف على «كبير» : فيوجب ذلك أن يكون القتال فى الشهر الحرام كفرا ، وأيضا فإن بعده «وإخراج أهله منه أكبر عند الله» ، ومحال أن يكون إخراج أهل المسجد الحرام عند الله أكبر من الكفر بالله.
وقيل : إن «الصد» مرفوع بالابتداء ، و «كفر» عطف عليه ، والخبر محذوف ؛ تقديره : كبيران عند الله ؛ لدلالة «كبير» الأول عليه ويجب على هذا القول أن يكون : إخراج أهل المسجد الحرام منه عند الله أكبر من الكفر ؛ وإخراجهم منه إنما هو بعض خلال الكفر.
«والمسجد الحرام» : عطف على «سبيل الله» ؛ أي : قتال فى الشهر الحرام كبير ، وهو صد عن سبيل الله ، وعن المسجد.
وقال الفراء : «والمسجد» معطوف على «الشهر الحرام» ؛ وفيه بعد ؛ لأن سؤالهم لم يكن عن المسجد الحرام ، إنما سألوه عن الشهر الحرام : هل يجوز فيه القتال؟ فقيل لهم : القتال فيه كبير الإثم ، ولكن الصد عن سبيل