الله ، وعن المسجد الحرام ، والكفر بالله ، وإخراج أهل المسجد الحرام منه ، أكبر عند الله إثما من القتال فى الشهر الحرام. ثم قيل لهم : والفتنة أكبر من القتل ؛ أي : والكفر بالله الذي أنتم عليه أيها السائلون أعظم إثما من القتل فى الشهر الحرام الذي سألتم عنه وأنكرتموه فهذا التفسير يبين إعراب هذه الآية.
٢١٩ ـ (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما
وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
«ما ذا ينفقون قل العفو» : هو مثل الأول ، إلا أنك إذا جعلت «ذا» بمعنى «الذي» رفعت المفعول ؛ لأن «ما» فى موضع رفع بالابتداء ، فجوابها مرفوع مثلها ، وأضمرت «الهاء» مع «ينفقون» تعود على الموصول ، وحذفتها لطول الاسم.
وإذا جعلت «ما» و «ذا» اسما واحدا ، فى موضع نصب ب «ينفقون» نصبت «العفو» ؛ لأنه جواب «ما». فوجب أن يكون إعرابه مثل إعرابها ، ثم تضمرها.
٢٢٠ ـ (فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْيَتامى قُلْ إِصْلاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخالِطُوهُمْ
فَإِخْوانُكُمْ وَاللهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنَ الْمُصْلِحِ)
«فى الدنيا والآخرة» : فى ، متعلقة ب «يتفكرون» ، فهى ظرف للتفكر ؛ تقديره : يتفكرون فى أمور الدنيا والآخرة وعواقبها.
وقيل : فى ، متعلقة ب «يبين» الآية : ٢١٩ ؛ تقديره : كذلك يبين الله لكم الآيات فى أمور الدنيا والآخرة لعلكم تتفكرون. و «الكاف» من «كذلك» فى موضع نصب ، نعت لمصدر محذوف ؛ أي : تبيينا مثل ذلك يبين الله لكم الآيات.
«المفسد من المصلح» : اسمان شائعان ، ولم تدخل الألف واللام فيهما للتعريف ، إنما دخلت للجنس ، كما تقول : أهلك الناس الدينار والدرهم ، وكقوله تعالى (إن الإنسان لفى خسر) العصر : ٢ ، لم يرد دينارا بعينه ، ولا درهما بعينه ، ولا إنسانا بعينه ، إنما أراد هذا الجنس ، كذلك معنى قوله «المفسد من المصلح» ؛ أي : يعلم هذين الصنفين.
٢٢٤ ـ (وَلا تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ
وَاللهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)
«أن تبروا» : أن ، فى موضع نصب على معنى : فى أن تبروا ، فلما حذف حرف الجر تعدى الفعل.
وقيل : كراهة أن.
وقيل : لئلا أن.