«لا يستطيعون ضربا فى الأرض» : فى موضع نصب على الحال من المضمر فى «أحصروا» ، و «يحسبهم» حال من «الفقراء» أيضا ، وكذلك «تعرفهم» ، وكذلك «لا يسألون الناس إلحافا». ويحسن أن يكون ذلك كله حالا من المضمر فى «أحصروا». ويحتمل أن يكون ذلك كله منقطعا مما قبله لا موضع له من الإعراب ، و «إلحاقا» : مصدر فى موضع الحال.
٢٧٤ ـ (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ سِرًّا وَعَلانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ
عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ)
«الذين ينفقون أموالهم» : ابتداء وخبر.
«سرا وعلانية» : حالان من المضمر ، فى «ينفقون».
«فلهم أجرهم» : ابتداء وخبر أيضا ، ودخلت الفاء ، لما فى «الذين» من الإبهام ، فشابه بإبهامه الإبهام الذي فى الشرط ، فدلت الفاء فى جوابه على المشابهة بالشرط ، وإنما تشابه «الذي» الشرط إذا كان فى صلته فعل ، نحو : الذي يأتينى فله درهم ، ولو قلت : الذي زيد فى داره فله درهم ، صح دخول الفاء فى خبره ، إذ لا فعل فى صلته ، ولا يكون هذا فى «الذي» إلا إذا لم يدخل عليه عامل يغير معناه ، فإن دخل عليه ما يغير معناه لم يجز دخول الفاء فى خبره ، نحو : إن الذي يقوم زيد ، وليت الذي يخرج عمرو : فلا يجوز دخول الفاء فى خبره لتغير معناه بما دخل عليه.
٢٧٥ ـ (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبا لا يَقُومُونَ إِلَّا كَما يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطانُ
مِنَ الْمَسِّ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قالُوا إِنَّمَا الْبَيْعُ مِثْلُ الرِّبا وَأَحَلَّ اللهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ
الرِّبا فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَانْتَهى فَلَهُ ما سَلَفَ)
«الذين يأكلون» : ابتداء ، وخبره : «لا يقومون» وما بعده.
«الرّبا» : من الواو ، وتثنيته : ربوان ، عند سيبويه ، بالألف. وقال الكوفيون : بالياء. ويثنى بالياء لأجل الكسرة التي فى أوله ، وكذلك يقولون فى ذوات الواو الثلاثية إذا انكسر الأول أو انضم ، نحو : ربا ، وضحى ؛ فإن انفتح الأول كتبوه بالألف وبنوه بالألف ، كما قال البصريون ، نحو : صفا.
«فمن جاءه موعظة» : ذكّر «جاءه» حمله على المعنى ؛ لأنه بمعنى : فمن جاءه وعظ.
وقيل : ذكر ؛ لأن تأنيث الموعظة غير حقيقى ، إذ لا ذكر لها من لفظها.
وقيل : ذكر ، لأنه فرق بين فعل المؤنث وبينه بالهاء.