«وأخرى» : فى موضع رفع على خبر الابتداء ، وهى صفة قامت مقام الموصوف ، وهو «فئة» ؛ تقديره : والأخرى فئة أخرى كافرة.
ويجوز النصب فيهما على الحال ؛ أي : التقتا مختلفتين.
«يرونهم» : من قرأ بالتاء ، فموضعه نصب على الحال من الكاف والميم فى «لكم» ، أو فى موضع رفع على النعت ل «أخرى» ، أو فى موضع خفض على النعت ل «أخرى» ، إن جعلتها فى موضع خفض على العطف على «فئة» ، فى قراءة من خفضها على البدل من «فئتين».
والخطاب فى «لكم» لليهود ؛ وقيل : للمسلمين.
وفى هذه الآية وجوه من الإعراب والمعاني على قدر الاختلاف فى رجوع الضمائر فى قوله «يرونهم مثليهم» وعلى اختلاف المعاني فى قراءة من قرأ بالتاء وبالياء فى «يرونهم».
«مثليهم» : نصب على الحال من الهاء والميم فى «يرونهم» ؛ لأنه من رؤية البصر ، بدلالة قوله «رأى العين» ، والمضمر المنصوب فى «يرونهم» يعود على الفئة الأخرى الكافرة ، والمرفوع ، فى قراءة من قرأ بالياء ، يعود على الفئة المقاتلة فى سبيل الله ؛ والهاء والميم فى «مثليهم» يعودان على الفئة المقاتلة فى سبيل الله.
هذا أبين الأقوال ، وفيها اختلاف كثير.
١٤ ـ (ذلِكَ مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ)
«والله عنده حسن المآب» : الله ، مبتدأ ، و «حسن» ابتداء ثان : و «عنده» خبر «حسن» ، و «حسن» وخبره خبر عن «الله».
و «المآب» : وزنه : مفعل ، وأصله : مأوب ، ثم نقلت حركة الواو على الهمزة ، وأبدل من الواو ألف ، مثل :
مقال ، ومكال.
١٥ ـ (قُلْ أَأُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ
تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ)
«جنّات» : ابتداء ، و «للذين» الخبر ، واللام متعلقة بالخبر المحذوف ، الذي قامت اللام مقامه ، بمنزلة قولك : لله الحمد.
ويجوز الخفض فى «جنات» على البدل من «بخير» ، على أن يجعل اللام فى «للذين» متعلقة ب «أؤنبئكم» ،