أو تجعلها صفة ل «خير» ؛ ولو جعلت اللام متعلقة بمحذوف قامت مقامه لم يجز خفض «جنات» ؛ لأن حروف الجر والظروف إذا تعلقت بمحذوف تقوم مقامه صار فيها ضمير مقدر مرفوع ، واحتاجت إلى ابتداء يعود عليه ذلك الضمير ، كقولك : لزيد مال ، وفى الدار زيد ، وخلفك عمرو ؛ فلا بد من رفع «جنات» إذا تعلقت اللام بمحذوف.
ولو قدرت أن تتعلق اللام بمحذوف ، على أن لا ضمير فيها ، رفعت «جنات» بفعلها ؛ وهو مذهب الأخفش فى رفعه ما بعد الظروف وحروف الخفض بالاستقرار. وإنما يحسن ذلك عند حذاق النحويين إذا كانت الظروف ، أو حروف الخفض ، صفة لما قبلها ، فحينئذ يتمكن ويحسن رفع الاسم بالاستقرار ، وكذلك إن كانت أحوالا مما قبلها.
١٦ ـ (الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا إِنَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَقِنا عَذابَ النَّارِ)
«الذين» ، فى موضع الخفض بدل من «للذين اتقوا» الآية : ١٥ ، وإن شئت : فى موضع رفع على تقدير «هم» ، وإن شئت : فى موضع نصب على المدح.
١٧ ـ (الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقانِتِينَ)
«الصّابرين» : بدل من «الذين» ، على اختلاف الوجوه المذكورة.
١٨ ـ (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ)
«قائما بالقسط» : حال مؤكدة.
١٩ ـ (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الْإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ
ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآياتِ اللهِ فَإِنَّ اللهَ سَرِيعُ الْحِسابِ)
من فتح «إن» ، وهى قراءة الكسائي ، جعلها بدلا من «أن» الأولى فى قوله (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) الآية : ١٧ ، بدل الشيء من الشيء ، وهو هو.
ويجوز أن يكون البدل بدل الاشتمال ، على تقدير اشتمال الثاني على الأول ؛ لأن الإسلام يشتمل على شرائع كثيرة ، منها التوحيد المتقدم ذكره ، وهو بمنزلة قولك : سلب زيد ثوبه.
ويجوز أن تكون «أن» فى موضع خفض بدلا من «القسط» ، بدل الشيء من الشيء ، وهو هو.
«بغيا بينهم» ، مفعول من أجله ؛ وقيل : حال من «الذين».
«ومن يكفر بآيات الله» : من ، شرط ، فى موضع رفع بالابتداء ، و «فإنّ الله سريع الحساب» :