مِنْكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خاسِئِينَ) [البقرة : ٦٥] فقد فسر المسخ بأنه مسخ للقلوب ولم يقع على الأجسام ، وإنما هو مثل ضربه الله لهم كمثل الحمار يحمل أسفارا (١).
أعلام المدرسة المكية.
١ ـ سعيد بن جبير.
سعيد بن جبير الوالبي مولاهم الكوفي الفقيه أحد الأعلام ، روى عن ابن عباس وابن عمر وعبد الله بن مغفل وعدي بن حاتم وخلق ، وروى عنه الحكم وسلمة بن كهيل وسليم الأحول ، وسليمان الأعمش وأيوب وعمرو بن دينار ، وخلائق ، وقال اللالكائي : ثقة إمام حجة ، قال عبد الملك بن أبي سليمان : كان يختم في كل ليلتين ، قال ميمون ابن مهران : مات سعيد وما على ظهر الأرض أحد إلا وهو محتاج إلى علمه ، قتل سنة خمس وتسعين كهلا ، قتله الحجاج فما أمهل بعده ، قال خلف بن خليفة عن أبيه : شهدت مقتل ابن جبير ، فلما بان الرأس قال : لا إله إلا الله لا إله إلا الله ، فلما قالها الثالثة لم يتمها رضي الله عنه.
مكانته في التفسير :
شهد التابعون لسعيد بن جبير بتفوقه في العلم ولا سيما التفسير ، فقد قال عنه الإمام أحمد : «قتل الحجاج سعيد بن جبير ، وما على وجه الأرض أحد إلا وهو مفتقر إلى علمه فرضي الله عنه» (٢).
وقال عنه سفيان الثوري : «خذوا التفسير عن أربعة : سعيد بن جبير ، ومجاهد بن جبر ، وعكرمة ، والضحاك».
وقال قتادة : «كان أعلم الناس أربعة : كان عطاء بن أبي رباح أعلمهم بالمناسك ، وكان سعيد بن جبير أعلمهم بالتفسير ، وكان عكرمة أعلمهم بالسير ، وكان الحسن أعلمهم بالحلال والحرام».
ولعلم سعيد وفضله كان يثق فيه أستاذه ابن عباس ، ويحيل عليه من يستفتيه ، وكان يقول لأهل الكوفة إذا أتوه ليسألوه عن شيء : أليس فيكم ابن أم الدهماء؟ يعني سعيد بن جبير ويروي عمرو بن ميمون عن أبيه أنه قال : لقد مات سعيد بن جبير ، وما على ظهر
__________________
(١) ينظر : تفسير الطبري (١ / ٢٣٥) ، وتفسير ابن كثير (مكتبة دار التراث) (١ / ١٠٥).
(٢) ينظر : الإسرائيليات والموضوعات لمحمد أبي شهبة ص (١٩٥).