مثله شىء. وهو فى حرف ابن مسعود ـ رضى الله عنه ـ كذلك.
ويحتمل : آمنوا بلسانهم ، بمثل ما آمنتم بلسانكم ، من الرسل والكتب جميعا فقد اهتدوا.
ويحتمل بمثل ما آمنتم به : أى بلسان غير لسانهم فقد اهتدوا.
وقوله : (فَإِنَّما هُمْ فِي شِقاقٍ).
قيل (١) : الشقاق هو الخلاف.
وقيل : الشقاق هو الخلاف الذى فيه العداوة ، والله أعلم.
وقوله : (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
هذا وعيد من الله ـ عزوجل ـ لهم ، ووعد وعد نبيّه بالصبر له ؛ لأن أولئك كانوا يتناصرون بتناصر بعضهم ببعض ، فوعد له عزوجل النصر له بقتل بعضهم ، وإجلاء آخرين إلى الشام وغيره.
وقوله : (صِبْغَةَ اللهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغَةً).
قيل (٢) : دين الله.
وقيل (٣) : فطرة الله ؛ كقوله : «كل مولود يولد على الفطرة» (٤).
__________________
(١) قاله البغوى فى تفسيره (١ / ١٢٠).
(٢) قاله ابن عباس ، أخرجه ابن جرير عنه (٢١٢٨) ، وعن قتادة (٢١٢٠) وأبى العالية (٢١٢١) والربيع (٢١٢٢) وغيرهم. وانظر الدر المنثور (١ / ٢٥٩).
(٣) قاله مجاهد ، أخرجه ابن جرير عنه (٢١٣١ ، ٢١٣٢ ، ٢١٣٣) وانظر الدر المنثور (١ / ٢٥٩).
(٤) أخرجه البخارى (١١ / ٤٩٣) كتاب : القدر ، باب : الله أعلم بما كانوا عاملين ، الحديث (٦٥٩٩) ، ومسلم (٤ / ٢٠٤٨) كتاب : القدر ، باب : معنى كل مولود يولد على الفطرة ، الحديث (٢٥ / ٢٦٥٨) ، وأبو داود (٥ / ٨٦) كتاب : السنة ، باب : فى ذرارى المشركين ، الحديث (٤٧١٤) ، والترمذى (٣ / ٣٠٣) كتاب : القدر ، باب : كل مولود يولد على الفطرة ، الحديث (٣٢٢٣) ، ومالك (١ / ٢٤١) كتاب : الجنائز ، باب : جامع الجنائز ، الحديث (٥٢) ، وأحمد (٢ / ٢٣٣) ، والحميدى (٢ / ٤٧٣) رقم (١١١٣) ، وعبد الرزاق (٢٠٠٨٧) ، وأبو يعلى (١١ / ١٩٧) ، رقم (٦٣٠٦) ، وابن حبان (١٢٨ ، ١٣٠) ، وأبو نعيم فى الحلية (٩ / ٣٢٨) ، من حديث أبى هريرة ، أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «كل مولود يولد على الفطرة ؛ فأبواه يهودانه ، أو ينصرانه ، أو يمجسانه ، كما تنتج الإبل جمعاء ، هل تحس فيها من جدعاء ، قالوا : يا رسول الله أرأيت الذى يموت وهو صغير ، قال : الله أعلم بما كانوا عاملين».
ولفظ مسلم مصدر بلفظ : «كل إنسان تلده أمه على الفطرة ، وأبواه بعد يهودانه وينصرانه ويمجسانه ، فإن كانا مسلمين فمسلم ، كل إنسان تلده أمه ، يلكزه الشيطان فى حضنيه إلا مريم وابنها».
وفى الباب عن جابر ، والأسود بن سريع ، وابن عباس ، وسمرة بن جندب.
حديث جابر : ـ