وذكره أبو المعين النسفي في كتابه «التبصرة» قائلا : كان أبو نصر العياضي يحرص أشد الحرص على جهاد أعداء الله الكفرة ، وكان من أشجع أهل زمانه وأربطهم جأشا وأشدهم شكيمة ، وكان في العلم بحرا لا يدرك قعره ، أما في الفروع والأصول فلا يدانيه غيره ، ومن نظر في كتابه المصنف في مسألة الصفات ، وما أتى فيه من الدلائل على صحة قول أهل الحق وبطلان قول المعتزلة عرف تبحره في ذلك.
وقال أبو القاسم الحكيم السمرقندي : ما أتى الفقيه أبا نصر العياضي أحد من أهل البدع والأهواء ، وأولى الجدال والمراء في الدين بآية من القرآن يحتج بها عليه لمذهبه ـ إلا تلقاها أبو نصر العياضي مبتدئا بما يفحمه ويقطعه.
وقد تفقه أبو نصر العياضي على الإمام أبي بكر أحمد بن إسحاق الجوزجاني ، تلميذ سليمان بن موسى الجوزجاني ، وتفقه عليه جماعة منهم ولداه (١).
٢ ـ أبو بكر أحمد الجوزجاني :
الجوزجاني من رجال القرن الثالث الهجري ، روى عنه أبو منصور الماتريدي (٢) ، وقد تتلمذ أبو بكر أحمد الجوزجاني على أبي سليمان الجوزجاني ، وكان في أنواع العلوم في الذروة العالية ، ومن مصنفاته : (الفروق) ، و (التمييز) ، و (التوبة) وغيرها.
٣ ـ محمد بن مقاتل الرازي :
محمد بن مقاتل هو قاضي الري ، روى عن أبي مطيع ، وقال الذهبي : إنه حدث عن وكيع وطبقته.
وقيل : تفقه على أبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي (٣).
٤ ـ نصير بن يحيى البلخي :
وقد تفقه على الإمام أبي سليمان موسى بن سليمان الجوزجاني ، وأبي مطيع الحكم بن عبد الله البلخي ، وأبي مقاتل حفص بن سلم السمرقندي (٤).
ونظرة عامة إلى شيوخ الماتريدي تبين لنا أنهم جميعا يرجعون في علمهم إلى الإمام أبي حنيفة ، فأبو بكر الجوزجاني ونصير البلخي تفقها على الإمام سليمان بن موسى بن
__________________
(١) ينظر : الجواهر المضية (١ / ١٧٧).
(٢) ينظر : الطبقات السنية (خ) ص ١٧٧٠.
(٣) ينظر : الفوائد البهية (٢ / ١٢٥) ، إتحاف السادة المتقين للزبيدي (٢ / ٥).
(٤) ينظر : المصادر السابقة.