وعلى هذا فكتاب (تأويلات أهل السنة) غير كتاب (تأويلات الماتريدية) عند حاجي خليفة صاحب كشف الظنون.
وبمراجعة بعض نسخ التأويلات المنسوبة للماتريدي تبين لنا :
١ ـ أن نسخة دار الكتب المصرية التي تحمل عنوان (تأويلات أهل السنة) (١) ينقص منها الورقة الأولى ، ولكن الثانية توافق ما يقابلها من نسخة كوبريلي.
٢ ـ أن نسخة مكتبة علي باشا كاملة غير أنها لا تذكر شيئا عن المؤلف ، وتحمل اسم (تأويلات القرآن) ، وتبين من المراجعة أن نسختي دار الكتب المصرية ونسخة مكتبة علي باشا مأخوذتان عن كتاب واحد ، والخلاف فقط في التسمية.
ويتضح من هذا أن هاتين النسختين هما كتاب واحد ، فالاختلاف بينهما لا يعدو الاختلاف في الاسم ، وهو للماتريدي.
أما (تأويلات الماتريدية) الذي ذكره صاحب كشف الظنون ، وذكر أن تلامذته تلقفوه عنه ، فهو على ما ذكر حتى وإن أسند في بعض نسخه إلى الماتريدي ؛ لأنه أسهل تناولا من كتبه المصنفة ، كما يؤكد ذلك مراجعة نسخة دار الكتب المصرية على الجزء الأول من نسخة (تأويلات الماتريدية).
أما ما ذكره الشيخ علاء الدين في مقدمته من أن الكتاب المسمى ب (تأويلات القرآن أو تأويلات أهل السنة) ليس مما صنفه الماتريدي بنفسه وإنما أخذه عنه أصحابه تلقفا ، فهذا يخالف ما ذكرناه سابقا ، ويخالف ما يقرره الواقع ، وما تكشفه الموازنة بين أسلوب الكتاب وكتاب التوحيد الذي اتفق المؤرخون جميعا على أنه من تأليف الماتريدي ، أضف إلى هذا أن وحدة المنهج ووحدة الأسلوب تكشفان عن أن الكتاب من عمل واحد لا جماعة.
وعلى هذا فكتاب (تأويلات أهل السنة) الذي نقوم بتحقيقه هو لأبي منصور الماتريدي السمرقندي.
٢ ـ مصنفاته في علم الكلام :
صنف الماتريدي ـ رحمهالله ـ عدة كتب في مجال علم الكلام ذكرتها المصادر (٢) ،
__________________
(١) مخطوط تحت رقم (٦) تفسير.
(٢) ينظر : تاج التراجم (٢٤٩ ، ٢٥٠) ، والفوائد البهية في تراجم الحنفية (١٩٥) ، معجم المؤلفين (١١ / ٣٠).