(مآخذ الشرائع) وكتاب (الجدل) للماتريدي ونحوهما.
وقسم وقع في نهاية التحقيق والمعاني وحسن الترتيب ، ويذكر الإمام علاء الدين أنه قد هجر القسم الأول ؛ لقصور الهمم والتواني ، واشتهر القسم الآخر (١).
ولم يقع لنا شيء من هذين المؤلفين ، غير أن بعض كتب الأصول قد نقلت عنهما ، فقد جاء في كتاب كشف الأسرار على أصول البزدوي في أثناء الحديث عن خبر الواحد إذا خالف عموم الكتاب أو ظاهره ، وبيان الآراء في صحة تخصيص هذا العموم به : «وعند العراقيين من مشايخنا والقاضي والإمام أبي زيد ومن تابعه من المتأخرين : لما أفادت عمومات الكتاب وظواهرها اليقين كالنصوص ، والخصوصات لا يجوز تخصيصها ومعارضتها به. فأما من جعلها ظنية من مشايخنا مثل الشيخ أبي منصور ومن تابعه من مشايخ سمرقند ، فيحتمل أن يجوز تخصيصها به» (٢).
وجاء في بدائع الصنائع في أثناء استنباط أوقات الصلوات الخمس من قوله تعالى : (فَسُبْحانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ. وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ) [الروم : ١٧ ـ ١٨] : «قال الشيخ أبو منصور الماتريدي السمرقندي : إنهم فهموا من هذه الآية فرضية الصلوات الخمس ، ولو كانت أفهامهم مثل أفهام أهل زماننا ، لما فهموا منها سوى التسبيح المذكور» (٣).
٤ ـ كتب أخرى :
ذكر فؤاد سزكين أن للماتريدي رسالة فيما لا يجوز الوقف فيه في القرآن (٤) ، وهي رسالة صغيرة الحجم ، مودعة بدار الكتب المصرية برقم ٣٨٤ قراءات ، وعدد صفحاتها خمس ، وتدور حول بيان المواضع التي لا يجوز الوقف عليها في قراءة القرآن ، وفيما لو تعمد الواقف عليها الوقف بأنه يكفر ، ولو وقف ساهيا فسدت صلاته ، وقد بينها الماتريدي ـ إن صحت نسبتها إليه ـ في اثنين وخمسين موضعا في القرآن.
وهذه الرسالة لم يذكرها أحد للماتريدي سوى سزكين ، ومع هذا فلا يستبعد أن تكون له ؛ لأن الماتريدي كان دائم الاهتمام بالقرآن وتأويله وبيان أحكامه.
__________________
(١) ينظر : كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون (١١٣ ، ١١٤).
(٢) ينظر : كشف الأسرار على أصول الإمام فخر الإسلام علي بن محمد البزدوي (٣ / ٩).
(٣) ينظر : بدائع الصنائع (١ / ٨٩ ، ٩٠).
(٤) ينظر : تاريخ التراث العربي (الترجمة العربية) (٤ / ٣٧٨).