كون الشمس تحت الأرض بين المغرب والمشرق ؛ والنهار عبارة عن كونها على وجه الأرض بين المشرق والمغرب ، فإذا شك في بقاء الليل ، أو النهار فمرجعه إلى الشك في وصول الشمس إلى المنتهى ، أو انّه يكون في البين فيستصحب عدم وصولها إلى المنتهى ففي نحو خروج زيد ماشيا من البصرة إلى الكوفة إذا شك في بقاء مشيه من جهة الشك في انتهاء حركته التوسطية ووصوله إلى الكوفة فيستصحب عدم وصوله إليها وأنّه بعد في البين.
نعم إذا شك في بقاء مشيه للشك في استعداد زيد للمشي إلى هذا الحد ، أو للشك في طرو مانع قد منعه عن المشي إلى هذا الحد والمكان فهذا شك في حركته القطعية وحينئذ فيجري الإشكال المتقدّم في استصحابه ولكنّك قد عرفت ان مجموع الحركات من البدو إلى الختم في نظر العرف أمر واحد مستمر فلا مانع عن استصحابه أصلا ، وهذا ظاهر.
قوله : وأمّا إذا كان الشك في كمّيته ومقداره ...
قال المصنّف قدسسره : قد يكون الشك في بقاء الأمر التدريجي الزماني من جهة الشك في الرافع مثلا إذا تيقّنا بجريان الماء من عين من العيون وعلمنا استعداده من حيث البقاء ولكن حصل لنا الشك في بقاء جريانه إلى الآن من جهة احتمال تحقق المانع عن الجريان فيجري استصحاب بقاء الجريان بلا إشكال لتمامية اركان الاستصحاب على نحو الكامل وهي عبارة عن اليقين السابق والشك اللاحق.
وقد يكون الشك في بقاء الأمر التدريجي الزماني من جهة الشك في كمّيته ومقداره ، أي يكون الشك في المقتضى مثلا انّا نعلم جريان الماء من عين وسيلان الدم من رحم ولكن حصل لنا الشك في جريان الماء وسيلان الدم من جهة الشك في مقدار الماء والدم في المنبع والرحم بحيث يكونان جاريين إلى الآن ، أم لا يكونان كذلك ، أي احتملنا تمامية الماء والدم عن النبع والرحم فليسا بموجودين