نعم ، يجب رعاية التكاليف المعلومة إجمالا المترتبة على الخاصين ، فيما علم تكليف في البين (١). وتوهم كون الشك في بقاء الكلي الذي في
______________________________________________________
(١) قد عرفت ان استصحاب الكلي لا مانع منه ، وهل يمكن استصحاب الفرد المردد أو لا؟ .. يظهر من السيد في حاشيته على مكاسب الشيخ امكان استصحاب الفرد المردد ، كما يمكن استصحاب الكلي.
وحاصل ما ذكره : ان جهلنا بالخصوصية المفردة لا تنافي علمنا بوجود فرد مشخص بما له من التشخص وهو متعلق اليقين بهذا العنوان ، ثم نشك في بقائه بعد الثلاثة ايام او نشك في بقائه بعد الغسلة الاولى ، ويصح استصحاب هذا الفرد بما له من هذا العنوان المذكور ، ولا مانع من استصحابه وان جهلنا بخصوصيته المفردة له.
والجواب عنه : ان استصحاب الفرد المردد بعنوان كونه مرددا غير معقول ، اذ الفرد معين ومشخص وما لا تشخص له لا وجود له ، فالفرد بعنوان كونه مرددا لا وجود له ولا تحقق ، وما لا وجود له ولا تحقق لا يعقل ان يتعلق به العلم ، ومن الواضح انه ليس في الخارج الا الطبيعي المضاف الى الخصوصية المشخصة ، وحيث فرض الجهل بالخصوصية فلا علم لنا الا بالطبيعي ، والفرد المردد الذي نعلم به وجدانا هو نفس هذا الطبيعي المضاف الى الخصوصية من دون علم بالخصوصية ، فاستصحاب الفرد المردد الذي يدعيه السيد هو بنفسه استصحاب الكلي ، وليس مرادهم من استصحاب الكلي هو الموجود المضاف الى الماهية المطلقة ، بل مرادهم منه هو الطبيعي المضاف الى احد الخصوصيتين ، وهو الجامع بينهما ويترتب عليه الاثر المشترك بينهما لانه هو الاثر للطبيعي المضاف الى احد الخصوصيتين مع فرض الجهل بالخصوصية ، واما استصحاب الفرد بما له من الخصوصية فهو معلوم العدم لفرض الجهل بالخصوصية.