.................................................................................................
______________________________________________________
وعدمه ، مثلا النهار المشكوك في بقائه الذي هو عبارة عن سير الشمس بين افق الطلوع وافق المغيب ، فان الشك في بقائه انما هو للشك في تحقق النقطة الاخيرة لسير الشمس في افق المغيب وعدم تحققها ، فاليقين السابق في هذه الامور غير القارة قد تعلّق بما وجد وانعدم ، والشك اللاحق قد تسبب عن احتمال وجود آخر لم يكن متعلّقا لليقين ، ولا بد في الاستصحاب من اتحاد متعلق اليقين والشك ، اما اذا كان متعلق اليقين غير متعلق الشك فلا وجه لجريان الاستصحاب ، وفي الامور غير القارة دائما يكون متعلق اليقين الوجود الزائل ومتعلّق الشك وجودا آخر محتمل الحدوث .. هذا حاصل الاشكال في جريان الاستصحاب في الامور غير القارة التدريجية الوجود.
وتوضيح الجواب عنه : هو ان الامور التدريجية غير القارة وان كانت عبارة عن التدرّج في الوجود بحيث يوجد اللاحق فيها بانعدام السابق ، الّا ان هذه الاعدام التي هي مقوّمة للتدرّج الوجودي غير موجبة لتعدّد الموجود ، لان الموجود الذي حقيقته متقوّمة بوجود بعضه المتأخر بانعدام بعضه السابق لو كانت موجبة لتعدّد الوجود لكان غير القار لا وحدة وجودية له ، بل كان عبارة عن وجودات متعدّدة ، ولازم ذلك تحقق الجزء الذي لا يتجزأ ، وقد برهن في محلّه على عدم امكان تركّب الموجود من الاجزاء التي لا تتجزأ ، فهذه الاعدام لا تضرّ بوحدة الموجود عقلا ما دام متصلا ، وان الاتصال مساوق للوحدة في الامور التدريجية كما هو مساوق لها في الامور غير التدريجية ، وكما ان الخط الذي طوله يقدر بعشرات الفراسخ اذا لم يتخلل بين ابعاضه العدم هو واحد ، كالخط القصير الذي يكون مقدار طوله عقدة واحدة أو اقل من ذلك ، فكذلك الحال في الامور التدريجيّة ، فان النهار الذي هو مقدار سير الشمس بين الطلوع والمغيب هو واحد ، وان كان هو عبارة عمّا يزول ويوجد لكنه ما دام متصلا هو واحد حقيقة ، والّا لزم تركّب الزمان من الآنات غير المتناهية المحصورة بين حاصرين ، وهو محال كما حقّق في محله ، واذا كان الموجود