.................................................................................................
______________________________________________________
ودليل حجيته كما يدلّ على ترتيب آثار ما يدل عليه بالمطابقة يدل ـ ايضا ـ على ترتيب آثار ما يدل عليه بالالتزام ، لان قوله عليهالسلام : (العمري وابنه ثقتان فما حدثا عني فعني يحدّثان) قد دلّ على حجيّة حديث العمري بما له من الدلالة ، فاذا اخبر العمري عن كلام الامام عليهالسلام فقد اخبر عن مدلول كلام الامام المطابقي ، واخبر عن مدلول كلام الامام الالتزامي ايضا ، وقد دلّ دليل حجية الخبر على حجيّة حديث العمري في جميع ما يحدث عنه.
والحاصل : ان العمري كما حدّث عن المدلول المطابقي قد حدّث ـ ايضا ـ عن المدلول الالتزامي ، والمفروض كونه حجة في جميع ما يحدّث عنه ، ومثله الحال في البيّنة فانها ـ مثلا ـ اذا قامت على حياة زيد فقد حكت عن حياته بالمطابقة ، وعن نبات لحيته بالالتزام ايضا ، ودليل حجيّة البيّنة يشمل حجيتها بمدلولها المطابقي والالتزامي معا.
واما الاصول كالاستصحاب الذي هو المتوهّم حجيته في المثبت كما مر ، بدعوى دلالته على الابقاء التعبديّ للمتيقن بجميع آثاره سواء آثار نفسه او آثار لوازمه ... وقد عرفت فساد هذا التوهّم ، لان الاستصحاب هو اليقين السابق والشك اللاحق ، ودليل حجيته يدلّ على الابقاء التعبّدي للمتيقن في ظرف الشك ، وحيث فرض ان اليقين انما تعلّق بالشيء ولم يتعلّق بلوازمه ، فيكون القدر المتيقن فيه هو تنزيل المشكوك منزلة المتيقن بلحاظ ما له من الاثر المرتّب على نفسه ، دون الاثر المرتب على لازمه الّا في مثل الواسطة الخفيّة والجلية كما مرّ تفصيل ذلك.
وقد اشار المصنف الى ان الوجه في حجية الامارات والطرق في المثبت هو كونها كما تحكي عن الشيء كذلك تحكي عن اطراف الشيء من لوازمه وملزوماته بقوله :
((فان الطريق او الامارة حيث انه كما يحكى عن المؤدّى ويشير اليه)) بالمطابقة ((كذا يحكي عن اطرافه من ملزومه ولوازمه وملازماته)) بالالتزام ((ويشير اليها)) وبعد ان كانت للطريق والامارة حكاية عن الملزوم واللوازم والملازمات ، اشار الى ان دليل