.................................................................................................
______________________________________________________
واما دعوى عدم التفكيك فبأن يقال ان العرف يرى عدم التفكيك بين عنوان عدمها يوم الخميس الى زمان العلم بها يوم الجمعة ، وبين عنوان تأخرها عن يوم الخميس الى يوم الجمعة لانهما عنده من قبيل المتضائفين.
واما اذا كان الاثر مترتبا على حدوث الكرية بعد يوم الخميس ، فان قلنا ان عنوان الحدوث مركب من امرين : وهما العدم في الزمان السابق ، والوجود في الزمان اللاحق ، او هو عبارة عن الوجود المسبوق بالعدم ، فيحرز بواسطة استصحاب عدمها في يوم الخميس والعلم بها في يوم الجمعة عنوان الحدوث بعد يوم الخميس ، ويترتب عليه اثره لانه مركب من جزءين : العدم في يوم الخميس وقد احرز بالاستصحاب ، والوجود بعد يوم الخميس وقد احرز بالعلم بوجودها يوم الجمعة ، وكذا لو كان الحدوث هو الوجود المسبوق بالعدم ، فان وجودها يوم الجمعة محرز بالعلم ، ومسبوقيتها بالعدم يوم الخميس محرزة بالاستصحاب.
واما اذا قلنا ان الحدوث امر بسيط وجودي غير مركب وان كان منتزعا عن الوجود المسبوق بالعدم ، فلا يترتب بواسطة استصحاب عدم الكرية يوم الخميس عنوان حدوثها يوم الجمعة ، الّا اذا قلنا بحجية الاصل المثبت ، لوضوح ان لازم عدمها يوم الخميس هو تحقق الحدوث في يوم الجمعة ، لان المفروض العلم بوجودها يوم الجمعة ، فيكون لازم عدم تحققها يوم الخميس هو تحقق الحدوث في يوم الجمعة.
وقد اشار الى ان الكلام في اثبات الاستصحاب لعنوان التقدّم والتأخر والحدوث بقوله : ((واما اذا كان الشك في تقدمه وتأخره بعد القطع بتحققه وحدوثه في زمان)) ولا يخفى ان الظاهر هو كون (وحدوثه) معطوفا على تقدمه وتأخره لا على تحققه ، لوضوح انه لو كان عنوان الحدوث محرزا لما كان هناك شك في عنوان التقدم والتأخر ، بل يكون عدم تقدمه وتأخره محرزا ايضا اذا علم بحصول الحدوث في زمان معين ، مضافا الى ما سيأتي منه من الكلام بالنسبة الى عنوان الحدوث ، وانه ان كان مركبا فلا يكون الاستصحاب بالنسبة الى إثباته مثبتا ، وان كان عنوانا وجوديا بسيطا