وأما الامور الاعتقادية التي كان المهم فيها شرعا (١) هو الانقياد والتسليم والاعتقاد بمعنى عقد القلب عليها من الاعمال القلبية الاختيارية (٢) ، فكذا لا إشكال في الاستصحاب
______________________________________________________
مطلق وجه الارض او خصوص التراب منه ، بخلاف مثل الماء فانه لا يحتاج فهم المراد منه الى اللغة.
ويحتمل ان يكون المراد من الموضوع اللغوي هو كون المستصحب نفس الظهور اللغوي ، وذلك فيما كان للفظ ظهور في معنى ثم شك في الظهور لاحتمال النقل ، فانه لا مانع من استصحاب نفس ذلك الظهور لانه موضوع لحكم شرعي وهو حجية الظهور ، بخلاف الموضوعات الصرفة الخارجية فان الشك فيها من ناحية وجودها لا من جهة ظهورها.
(١) الامور الاعتقادية هي الامور التي تكون من عمل الجوانح ، في قبال غيرها من الامور التي تكون من عمل الجوارح ، مثل الصلاة والشرب فان الصلاة والشرب من اعمال الجوارح ، لان الصلاة ـ مثلا ـ التي هي عبارة عن القراءة والركوع والسجود وبقية اجزائها مما تقوم بها جوارح المكلف ، وكذلك الشرب فانه مما تقوم به جوارح المكلف ، بخلاف مثل الامامة والنبوة وتفاصيل الحشر يوم القيامة فان المهمّ فيها مما تقوم به جوانح المكلف ، لان المهمّ فيها هو وجوب معرفتها وعقد القلب عليها وهما من عمل الجوانح دون الجوارح.
(٢) لا يخفى ان ما ذكره من التسليم والانقياد والاعتقاد انما هو لبيان ما يمتاز به العلم الجانحي عن العمل الجارحي ، وان المهمّ في الامور الاعتقادية هو غير المهمّ في غيرها من الامور التي تقوم بها جوارح المكلف.
وتوضيحه : ان التسليم والانقياد ان كان هو التسليم والانقياد لمن ايقن بامامته او نبوته فهما من لوازم المعرفة ، وان كان هو التسليم والانقياد لمن عقد قلبه على امامته او نبوته فهما من لوازم عقد القلب ، فاتضح ان الاثر المهمّ في الامور الاعتقادية