.................................................................................................
______________________________________________________
اما من جهة احتمال زوالها بالموت ، ومن الواضح ان الموت لا يوجب زوالها ، بل الموت ان لم يوجب زيادة هذا الكمال فلا يوجب نقصانه ، فان نفوس ذوي المعارف غير النبي مما ترقى بالموت لانه افق المشاهدة.
واما من جهة احتمال زوالها بمجيء نبي اعلى منه في كمال المعارف ، وهذا الاحتمال ايضا لا وجه له ، لان اتصاف شخص آخر بصفة ارقى لا يوجب زوال الصفة عن الشخص الاول وهو واضح ، فلا موجب للشك من هذه الناحية كما لا موجب له من الجهة الاولى.
واما من جهة احتمال انحطاط النفس عن هذه المرتبة ، فان قلنا بان هذه الصفة من الصفات التي لا يمكن زوالها بعد تحققها وانها ليست كسائر الصفات ، وان النفس المتصفة بهذه الصفة قد اتضح لها الحال اتضاحا يجعلها نورا من انوار ربها خالصة من جميع شوائب الظلمة ، فلا تنحط الى الظلمة لانعدام الظلمة فيها ، فهي من الصفات التي لها درجة التحقق وبتحققها لا تزول ، فحينئذ لا مجال للشك من هذه الناحية ، لانه بعد عدم امكان الانحطاط لا يحتمل الانحطاط ، فلا يتاتى الشك فيها من جهة احتمال الانحطاط ، ولو فرضنا احتمال الانحطاط فالشك وان كان يتأتى ـ حينئذ ـ من هذه الناحية ، إلّا ان النبوة بهذا المعنى من الامور التكوينية الواقعية ولم يرتب عليها اثر شرعي ، لان الاثر الشرعي من وجوب عقد القلب على قوله والتسليم والانقياد له ولزوم تصديقه بما يقول والاخذ بقوله واحكامه انما هي من آثار النبوة بالمعنى الثاني التي هي من المناصب المجعولة ، وسيأتي الكلام فيها ، ولو فرض اثر شرعي كالنذر لهذه الصفة الواقعية غير المجعولة ، بان كانت متعلقة لنذر ناذر قد نذر انه ان لم يحصل الانحطاط لهذه الصفة الواقعية يتصدق ، فحينئذ يجري الاستصحاب فيها ويترتب عليها هذا الاثر ، ولكن ذلك ليس من الآثار المهمة.
وقد اشار الى ان هذه الصفة من الصفات الواقعية التكوينية ، وان النبي بحسب هذه الصفة هو من باب فعيل بمعنى المفعول : أي انه هو المنبأ وانه لا مجال لجريان