.................................................................................................
______________________________________________________
الاستصحاب فيها بقوله : ((وقد انقدح بذلك)) أي قد انقدح بما ذكره من لزوم كون مورد الاستصحاب الموضوعي ذا اثر شرعي ينقدح ((انه لا مجال)) للاستصحاب ((في نفس النبوة اذا كانت)) النبوة صفة واقعية ((ناشئة من كمال النفس بمثابة)) تكون ((يوحى اليها)) وتنبأ ((وكانت)) النبوة ((لازمة لبعض مراتب كمالها)) أي كمال النفس. وحاصله : ان بعض مراتب الكمال للنفس يكون لازما له ان تنبأ تلك النفس وتكون مما يوحى اليها بالمعارف الالهية.
واشار الى الوجه في انه لا مجال للاستصحاب في النبوة بهذا المعنى بقوله : ((اما لعدم الشك فيها بعد اتصاف النفس بها)).
وحاصله : ان السبب في عدم جريان الاستصحاب فيها : اما لانه لا شك لاحق لان هذه الصفة بعد تحققها تكون من انوار ربها ولا زوال لهذه الصفة النورية عنها ، فلا مجال للاستصحاب لانه متقوم بالشك اللاحق ، ولا شك بعد اليقين بالنسبة لهذه الصفة.
واما لانها من الامور التكوينية ، والصفة التكوينية لا مجرى للاستصحاب فيها وان فرض تحقق الشك اللاحق فيها ، بان نجوز انحطاطها وان بلغت هذا الكمال ، لان جريان الاستصحاب في الامر التكويني مع تحقق اركانه انما يصح حيث يكون لهذا الامر التكويني اثر مهم شرعي ، وحيث لا اثر شرعي مرتب على النبوة بهذا المعنى عدا النذر وهو غير مهم ، لذا يجري الاستصحاب في النبوة بهذا المعنى. وقد اشار الى هذا بقوله : ((او لعدم كونها مجعولة بل)) هي ((من الصفات الخارجية التكوينية)) فلا يجري فيها الاستصحاب ((ولو فرض الشك في بقائها باحتمال انحطاط النفس عن تلك المرتبة وعدم بقائها بتلك المثابة)) ويكون الشأن في هذه الصفة اذا جوزنا عليها الانحطاط ((كما هو الشأن في)) غيرها من ((ساير الصفات والملكات الحسنة الحاصلة بالرياضات والمجاهدات)) في انها مما يحتمل زوالها عن النفس وانحطاط النفس عنها ، فاذا جوزنا الانحطاط في صفة النبوة كان حالها حال غيرها من