.................................................................................................
______________________________________________________
الجدة والملك بمعنى الاختصاص. وأشار الى ما ذكرنا من الاشتراك في لفظ الملك بقوله : ((واما الدفع)) لهذا الوهم ((فهو ان الملك يقال بالاشتراك)) اللفظي ((على ذلك)) وهو الهيئة الحاصلة من احاطة محيط بمحاط بحيث ينتقل الاول بانتقال الثاني ، كالتختم هو من احدى المقولات المتأصّلة ((ويسمى بالجدة ايضا)) كما يسمى بالملك ((و)) على ((اختصاص شيء بشيء خاص)). وقد اشار الى الاضافة الاشراقية بقوله : ((وهو ناشئ اما من جهة اسناد وجوده اليه ككون العالم ملكا للباري جلّ ذكره)) وهو تعالى مالك الملك والى الاضافة المقولية اشار بقوله : ((او من جهة الاستعمال والتصرف ككون الفرس لزيد ب)) سبب ((ركوبه له وسائر تصرفاته فيه)) ، واشار الى الاضافة الحاصلة بالجعل والاعتبار ((او من جهة انشائه والعقد مع من اختياره بيده)) وقد اشار الى كون الملك بهذا المعنى ليس من مقولة الجدة بالضرورة بقوله : ((كملك الاراضي)) الكبيرة ((والعقار البعيدة للمشتري بمجرد عقد البيع شرعا وعرفا)) ومن أوضح الواضحات انه مع كون الاراضي متسعة وبعيدة بوجودها عن المشتري ليس الملك هنا من مقولة الجدة ، لعدم امكان تحقق الهيئة الحاصلة من احاطة المحيط بالمحاط بين المشتري وتلك الاراضي ، ولذا فرّع عليه بقوله : ((فالملك الذي يسمى بالجدة ايضا)) وهي احدى المقولات المتأصّلة هو ((غير الملك الذي هو اختصاص خاص ناشئ)) من الجعل والاعتبار تارة ((من سبب اختياري كالعقد)) الذي امره باختيار المتعاقدين ((او غير اختياري كالارث)) اخرى ((ونحوهما من الاسباب الاختيارية وغيرها)) كالملك الحاصل من عقد الصلح ـ مثلا ـ فانه من الامور الاختيارية للمتصالحين ، وكالملك الحاصل بسبب الاقالة ـ مثلا ـ فان رجوع ملك العين الى البائع وملك الثمن الى المشتري قهري بعد تحقق الاقالة ، وكملك المتلوف منه مثل ماله التالف في ذمة من تلف المال في يده فانه قهري بالنسبة الى المتلوف منه.