أبناء الحرب ، ألا ولو ذاب ما في أيديهم ، لقد دنى التمحيص للجزاء ، وكشف الغطاء ، وانقضت المدّة ، وأزف الوعد ، وبدا لكم النجم من قبل المشرق ، وأشرق لكم قمركم كملء شهره وكليلة تمّ ، فإذا استبان ذلك ، فراجعوا التوبة وخالعوا الحوبة واعلموا أنّكم إن أطعتم طالع المشرق ، سلك بكم منهاج رسول الله صلىاللهعليهوآله فتداويتم من الصمم ، واستشفيتم من البكم ، وكفيتم مئونة التعسّف والطلب ، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ، فلا يبعد الله إلّا من أبى الرحمة وفارق العصمة ، وسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون (١).
١٤٨ ـ وبالإسناد عن عليّ بن الحسن بن فضال ، عن أبيه ، عن الرضا عليهالسلام أنّه قال : كأنّي بالشيعة عند فقدهم الثالث من ولدي يطلبون المرعى فلا يجدونه ، قلت له : ولم ذلك يا ابن رسول الله؟ قال : لأنّ إمامهم يغيب عنهم ، فقلت : ولم؟ قال : لئلّا يكون في عنقه لأحد بيعة إذا قام بالسيف (٢).
١٤٩ ـ النعمانيّ بإسناده عن عبد الله الشاعر ، يعني ابن أبي عقب ، قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول : كأنّي بكم تجولون جولان الإبل تبتغون مرعى ولا تجدونها معشر الشيعة (٣).
١٥٠ ـ ابن ادريس : بإسناده عن يزيد الضخم ، قال : سمعت أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقول : كأنّي بكم تجولون جولان النعم تطلبون المرعى فلا تجدونه (٤).
١٥١ ـ ابن الوليد بإسناده عن ابن نباتة ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام ، أنّه ذكر القائم عليهالسلام فقال : أما ليغيبنّ حتّى يقول الجاهل : ما لله في آل محمّد حاجة (٥).
١٥٢ ـ الشيبانيّ بإسناده عن عبد العظيم الحسنيّ ، عن أبي جعفر الثاني ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : للقائم منّا غيبة امدها طويل ، كأنّي بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته يطلبون المرعى فلا يجدونه ، ألا فمن ثبت منهم على دينه لم يقس قلبه لطول أمد غيبة إمامه ، فهو معي في درجتي يوم القيامة. ثمّ قال عليهالسلام : إنّ القائم منّا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة ، فلذلك تخفى ولادته ويغيب شخصه (٦).
__________________
(١) بحار الأنوار ٥١ / ١١٢.
(٢) نفس المصدر ٥١ / ١٥٢.
(٣) نفس المصدر ٥١ / ١١٤.
(٤) نفس المصدر ٥١ / ١١٩.
(٥) نفس المصدر ٥١ / ١١٩.
(٦) بحار الأنوار ٥١ / ١٠٩.