يَسْتَقْدِمُونَ)(١).
٢١٤ ـ روى ثقة الإسلام الكلينيّ قدسسره بإسناده عن حمران ، قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : إنّي سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس ، وبين يديه خيل ، ومن خلفه خيل ، وأنا على حمار إلى جانبه ، فقال لي :
يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك ان تفرح بما أعطانا الله من القوّة وفتح لنا من العز ، ولا تخبر الناس أنّك أحقّ بهذا الأمر منّا وأهل بيتك ، فتغرينا بك وبهم ، قال : فقلت : ومن رفع هذا إليك عنّي فقد كذب. فقال لي : أتحلف على ما تقول؟ قال : فقلت : إنّ الناس سحرة ، يعني يحبّون أن يفسدوا قلبك عليّ ، فلا تمكّنهم من سمعك ، فإنّا إليك أحوج منك إلينا. فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟ فقلت : نعم ، طويل عريض شديد ، فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم ، حتّى تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام ، فعرفت أنّه قد حفظ الحديث ، فقلت : لعلّ الله عزوجل أن يكفيك فإنّي لم أخصّك بهذا ، وإنّما هو حديث رويته ، ثمّ لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولّى ذلك ، فسكت عني ، فلمّا رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال : جعلت فداك ، والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس ، وقد أشرف عليك يكلّمك كأنّك تحته ، فقلت بيني وبين نفسي : هذا حجّة الله على الخلق وصاحب هذا الأمر الّذي يقتدى به ، وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحبّ الله ، وهو في موكبه وأنت على حمار ، فدخلني من ذلك شكّ حتّى خفت على ديني ونفسي. قال فقلت : لو رأيت من كان حولي وبين يديّ ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة ، لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه ، فقال : الآن سكن قلبي. ثمّ قال : إلى متى هؤلاء يملكون ، أو متى الراحة منهم؟ فقلت : أليس تعلم أنّ لكلّ شيء مدّة؟ قال : بلى. فقلت : هل ينفعك علمك أنّ هذا الامر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين؟ إنّك لو تعلم حالهم عند الله عزوجل وكيف هي ، كنت لهم أشد بغضا ، ولو جهدت أو جهد أهل الأرض أن
__________________
(١) الأعراف : ٣٤.