في آخر الزمان وعلى رأسه غمامة بيضاء تظلّه عن الشمس ، وينادي مناد بلسان فصيح يسمعه الثقلان ومن بين الخافقين : «هذا المهديّ من آل محمّد» فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (١).
قوله تعالى : (وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً)(٢).
٢٩٣ ـ العيّاشيّ بإسناده عن زرارة ، قال : قال أبو جعفر عليهالسلام : (قاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَما يُقاتِلُونَكُمْ كَافَّةً) ؛ (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ)(٣).
فقال : لا لم يجيء تأويل هذه الآية ، ولو قد قام قائمنا بعد ، سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغنّ دين محمّد ما بلغ الليل ، حتّى لا يكون مشرك على ظهر الأرض كما قال الله (٤).
الآية الثامنة قوله تعالى : (كَلِمَةُ اللهِ هِيَ الْعُلْيا)(٥).
٢٩٤ ـ روى العلّامة البيّاضي قدسسره قال : أخرج أبو نعيم في كتاب الفتن قول أبي جعفر عليهالسلام : ويظهر المهديّ بمكّة عند العشاء ومعه راية رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وقميصه ، وسيفه ، وعلامات ، ونور ، وبيان ، وينادى من السماء : إنّ الحقّ في آل محمّد ، وآخر من الأرض : إنّ الحقّ في آل عيسى.
قال أبو عبد الله : إذا سمعتم ذلك فاعلموا أنّ كلمة الله هي العليا ، وكلمة الشيطان هي السفلى.
قال : فهذه كتبهم تشهد بأنّ قول من يقول : المهديّ هو المسيح قول الشيطان (٦).
الآية التاسعة قوله تعالى : (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللهُ بِعَذابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ)(٧).
٢٩٥ ـ روى ثقة الإسلام الكلينيّ رضى الله عنه بإسناده عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : قلت له : إنّ بعض أصحابنا يفترون ويقذفون من خالفهم ، فقال : الكفّ عنهم أجمل ، ثمّ
__________________
(١) تأويل الآيات الظاهرة ١ / ٢٠٤ ـ ٢٠٦ ح ١٣.
(٢) التوبة : ٣٦.
(٣) الأنفال : ٣٩.
(٤) تفسير العيّاشيّ ٢ / ٥٦ ح ٤٨ ؛ بحار الأنوار ٥١ / ٥٥.
(٥) التوبة : ٤٠.
(٦) الصراط المستقيم ٢ / ٢٢٥.
(٧) التوبة : ٥٢.