٣٢٣ ـ وروى النعمانيّ بإسناده عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : دخل رجل على أبي جعفر الباقر عليهالسلام فقال له : عافاك الله ، اقبض منّي هذه الخمسمائة درهم ، فإنّها زكاة مالي ، فقال له أبو جعفر عليهالسلام : خذها أنت فضعها في جيرانك من أهل الإسلام والمساكين من إخوانك المؤمنين ، ثمّ قال : إذا قام قائم أهل البيت ، قسّم بالسوية وعدل في الرعيّة ، فمن أطاعه فقد أطاع الله ، ومن عصاه فقد عصى الله ، وإنّما سمّي المهديّ مهديا لأنّه يهدي إلى أمر خفيّ ، ويستخرج التوراة وسائر كتب الله عزوجل من غار بأنطاكية ، ويحكم بين أهل التوراة بالتوراة ، وبين أهل الإنجيل بالإنجيل ، وبين أهل الزبور بالزبور ، وبين أهل القرآن بالقرآن ، وتجمع إليه أموال الدنيا من بطن الأرض وظهرها ، فيقول للناس : تعالوا إلى ما قطعتم فيه الأرحام وسفكتم فيه الدماء الحرام ، وركبتم فيه ما حرّم الله عزوجل ، فيعطي شيئا لم يعطه أحد كان قبله ، ويملأ الأرض عدلا وقسطا ونورا كما ملئت ظلما وجورا وشرّا (١).
الآية الرابعة قوله تعالى : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الظَّالِمِينَ)(٢).
٣٢٤ ـ بالإسناد عن زرارة ، قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن هذه الأمور العظام من الرجعة وأشباهها؟ فقال : إنّ هذا الّذي تسألون عنه لم يجيء أوانه ، وقد قال الله عزوجل : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ)(٣).
٣٢٥ ـ وقال عليّ بن إبراهيم في قوله : (بَلْ كَذَّبُوا بِما لَمْ يُحِيطُوا بِعِلْمِهِ وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ) أي لم يأتهم تأويله (كَذلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) قال : نزلت في الرجعة ، كذّبوا بها ، أي أنّها لا تكون ، ثمّ قال : (وَمِنْهُمْ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ). وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليهالسلام في قوله : (وَمِنْهُمْ مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهِ) فهم أعداء محمّد وآل محمّد من بعده (وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِالْمُفْسِدِينَ) والفساد المعصية لله ولرسوله (٤).
__________________
(١) الغيبة للنعمانيّ ٢٣٧ ح ٢٦ ؛ حلية الأبرار ٢ / ٥٥٦ ب ١٤.
(٢) يونس : ٣٩.
(٣) بحار الأنوار ٥٣ / ٤٠.
(٤) تفسير القمّيّ ١ / ٣١٢ ؛ تفسير العيّاشيّ ٢ / ١٢٢ ح ٢٠.