بعد غيبته ، وكان يقول لبنيه : (إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ). وكان أهله وأقرباؤه يفنّدونه على ذكره ليوسف ، حتّى أنّه لمّا وجد ريح يوسف قال : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ* قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ* فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) (وهو يهودا ابنه وألقى قميص يوسف) (عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً* قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ)(١).
الآية الثالثة قوله عزوجل : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ)(٢).
٣٦٥ ـ روى الشيخ الصدوق رحمهالله عن المفضّل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سمعته يقول :
أتدري ما كان قميص يوسف عليهالسلام؟ قال : قلت لا. قال : إنّ إبراهيم عليهالسلام لمّا أوقدت له النار ، أتاه جبرئيل عليهالسلام بثوب من ثياب الجنّة فألبسه إيّاه ، فلم يضرّه حرّ ولا برد ، فلمّا حضر إبراهيم الموت ، جعله في تميمة وعلّقه على إسحاق ، وعلّقه إسحاق على يعقوب ، فلمّا ولد يوسف علّقه عليه وكان في عضده حتّى كان من أمره ما كان ، فلمّا أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب عليهالسلام ريحه ، وهو قوله تعالى حكاية عنه : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْ لا أَنْ تُفَنِّدُونِ). فهو ذلك القميص الّذي أنزل من الجنّة.
قلت : جعلت فداك فإلى من صار هذا القميص؟ قال : إلى أهله ، وهو مع قائمنا إذا خرج ، ثمّ قال : كلّ نبيّ ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمّد صلىاللهعليهوآله (٣).
٣٦٦ ـ ذكر العلّامة البيّاضيّ في صفة المهديّ عليهالسلام قال : وفي رواية المفضّل : يخرج وعليه قميص يوسف ، فيشمّ المؤمنون رائحته شرقا وغربا ، وهو الّذي شمّ رائحته يعقوب في قوله : (إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ)(٤).
الآية الرابعة قوله تعالى : (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جاءَهُمْ نَصْرُنا فَنُجِّيَ مَنْ نَشاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ)(٥).
__________________
(١) كمال الدّين ١ / ١٤١ ـ ١٤٢.
(٢) يوسف : ٩٤.
(٣) كمال الدّين ١ / ١٤٢ ـ ١٤٣ ح ١٠.
(٤) الصراط المستقيم ٢ / ٢٥٣.
(٥) يوسف : ١١٠.