وذلّ ملوك الأرض من آل هاشم |
|
وبويع منهم من يلذّ ويهزل |
صبيّ من الصبيان لا رأي عنده |
|
ولا عنده جدّ ولا هو يعقل |
فثمّ يقوم القائم الحقّ منكم |
|
وبالحقّ يأتيكم وبالحقّ يعمل |
سميّ نبيّ الله نفسي فداؤه |
|
فلا تخذلوه يا بنيّ وعجّلوا (١) |
٥٢٣ ـ وروى الكلينيّ بالإسناد عن ابن نباتة ، قال : أتيت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، فوجدته مفكّرا ينكت في الأرض ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما لي أراك مفكّرا تنكت في الأرض ، أرغبة فيها؟ قال : لا والله ما رغبت فيها ولا في الدنيا يوما قطّ ، ولكنّي فكّرت في مولود يكون من ظهري ، الحادي عشر من ولدي ، هو المهديّ يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورا ، تكون له حيرة وغيبة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون.
فقلت : يا أمير المؤمنين وإنّ هذا لكائن؟
فقال : نعم ، كما إنّه مخلوق ، وأنّى لك بالعلم بهذا الأمر يا أصبغ ، أولئك خيار هذه الامّة مع أبرار هذه العترة.
قلت : وما يكون بعد ذلك؟
قال : ثمّ يفعل الله ما يشاء ، فإنّ له إرادات وغايات ونهايات (٢).
٥٢٤ ـ وبالإسناد عن سليمان بن هلال ، قال : حدّثنا جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن الحسين بن عليّ : قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليهالسلام فقال له : يا أمير المؤمنين نبّئنا بمهديّكم هذا؟
فقال : إذا درج الدارجون ، وقلّ المؤمنون ، وذهب المجلبون ، فهناك. فقال : يا أمير المؤمنين عليك السلام ، فمن الرجل؟ فقال : من بني هاشم ، من ذروة طود العرب وبحر مغيضها إذا وردت ، ومجفوّ أهلها إذا أتت ، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت ، لا يجبن إذا المنايا هلعت ، ولا يحور إذا المؤمنون اكتنفت ، ولا ينكل إذا الكماة اصطرعت ، مشمّر مغلولب ظفر ضرغامة حصد مخدش ذكر ، سيف من سيوف الله ، رأس قثم نشق رأسه في باذخ
__________________
(١) بحار الأنوار ٥١ / ١٣١.
(٢) الكافي ١ / ٣٣٨ ؛ بحار الأنوار ٥٢ / ١١٨.