خوفنا أمنا ، اللهمّ فأنجز لنا ما وعدتنا إنّك لا تخلف الميعاد. قال : قلت له : يا سيّدي فأين وعد الله لكم؟ فقال عليهالسلام : قول الله عزوجل : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ) الآية.
وروي أنّه تلي بحضرته عليهالسلام : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا)(١) الآية ، فهملتا عيناه عليهالسلام وقال : نحن والله المستضعفون (٢).
٥٨٢ ـ روى النعمانيّ ؛ عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : إذا كان ليلة الجمعة أهبط الربّ تعالى ملكا إلى السماء الدنيا ، فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك على العرش فوق البيت المعمور ، ونصب لمحمّد وعليّ والحسن والحسين : منابر من نور ، فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة والنبيّون والمؤمنون ، وتفتح أبواب السماء ، فإذا زالت الشمس قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا ربّ ميعادك الّذي وعدت به في كتابك ، وهو هذه الآية : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً) ثمّ يقول الملائكة والنبيّون مثل ذلك ، ثمّ يخرّ محمّد وعليّ والحسن والحسين سجّدا ، ثمّ يقولون : يا ربّ اغضب ، فإنّه قد هتك حريمك ، وقتل أصفياؤك ، واذلّ عبادك الصالحون ، فيفعل الله ما يشاء ، وذلك يوم معلوم (٣).
٥٨٣ ـ روى العلّامة الطبرسيّ رحمة الله عليه ، عن زرارة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، أنّه قال : لم يجئ تأويل هذه الآية ، ولو قام قائمنا بعد ، سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغنّ دين محمّد صلىاللهعليهوآله ما بلغ الليل ، حتّى لا يكون مشرك على ظهر الأرض ، كما قال الله تعالى : (يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً)(٤).
٥٨٤ ـ روى الطوسيّ رحمهالله بإسناده عن إسحاق بن عبد الله بن عليّ بن الحسين ، في هذه الآية : (فَوَ رَبِّ السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ ما أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ)(٥) قال : قيام القائم عليهالسلام من آل
__________________
(١) القصص : ٥.
(٢) بحار الأنوار ٥١ / ٦٤.
(٣) الغيبة للنعماني ٢٧٦ ح ٥٦ ؛ بحار الأنوار ٥٢ / ٢٩٧.
(٤) تفسير مجمع البيان ٢ / ٤٣.
(٥) الذاريات : ٢٣.