٦٥٩ ـ وقال : بإسناده عن أبي صالح ، عن عليّ عليهالسلام ، كذا قال في قوله عزوجل : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ) والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ، لتعطفنّ علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها.
والضروس الناقة يموت ولدها أو يذبح ويحشى جلده ، فتدنو منه فتعطف عليه (١).
٦٦٠ ـ الشيباني في كشف نهج البيان ، روى في أخبارنا عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام أنّ هذه الآية مخصوصة بصاحب الأمر الّذي يظهر في آخر الزمان ويبيد الجبابرة والفراعنة ، ويملك الأرض شرقا وغربا ، فيملأها عدلا كما ملئت جورا (٢).
٦٦١ ـ روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريّ في مسند فاطمة عليهاالسلام بإسناده عن زادان ، عن سلمان ، قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إن الله تبارك وتعالى لم يبعث نبيّا ولا رسولا إلّا جعل له اثنى عشر نقيبا ، فقلت : يا رسول الله لقد عرفت هذا من أهل الكتابين ، فقال : يا سلمان هل علمت من نقبائي ومن الاثنا عشر الذين اختارهم الله للأمّة من بعدي؟ فقلت : الله ورسوله أعلم.
فقال : يا سلمان ، خلقني الله من صفوة نوره ودعاني فأطعته ، وخلق من نوري عليّا عليهالسلام ودعاه فأطاعه ، وخلق منّي ومن نور عليّ فاطمة عليهاالسلام فدعاها فأطاعته ، وخلق مني ومن عليّ وفاطمة الحسن عليهالسلام فدعاه فأطاعه وخلق منّي ومن عليّ وفاطمة الحسين عليهالسلام فدعاه فأطاعه.
ثمّ سمّانا بخمسة أسماء من أسمائه ، فالله المحمود وأنا محمّد ، والله العليّ فهذا عليّ ، والله الفاطر فهذه فاطمة ، والله ذو الاحسان وهذا الحسن ، والله المحسن وهذا الحسين ، ثمّ خلق منّا ومن نور الحسين تسعة أئمّة ، فدعاهم فأطاعوه قبل أن يخلق الله سماء مبنيّة ولا أرضا مدحيّة ولا ملكا ولا بشرا دوننا نورا ، وكنّا نسبّح الله ونسمع له ونطيع.
قال سلمان : فقلت : يا رسول الله بأبي أنت وأمّي ، فما لمن عرف هؤلاء؟
فقال : يا سلمان ، من عرفهم حق معرفتهم واقتدى بهم ووالى وليّهم وتبرّأ من عدوّهم ، فهو والله منّا ، يرد حيث نرد ويسكن حيث نسكن. فقلت : يا رسول الله فهل يمكن إيمان
__________________
(١) تأويل الآيات الظاهرة ١ / ٤١٤ ح ٢.
(٢) تفسير البرهان ٣ / ٢٢٠ ح ١٢ ؛ المحجّة ١٦٨.