الملعونة والبقعة الخبيثة ، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف ويبقرون بها أكثر من مائة امرأة ، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العبّاس. ثمّ ينحدرون إلى الكوفة ، فيخربون ما حولها ، ثمّ يخرجون متوجّهين إلى الشام ، فتخرج راية هدى من الكوفة ، فتلحق ذلك الجيش منها على الفئتين فيقتلونهم لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم.
ويخلى جيشه الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيّام ولياليها ، ثمّ يخرجون متوجّهين إلى مكّة ، حتّى إذا كانوا بالبيداء ، بعث الله سبحانه جبرئيل فيقول يا جبرائيل اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم ، فذلك قوله عزوجل في سورة سبأ : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ) الآية ، فلا ينفلت منهم إلّا رجلان أحدهما بشير والآخر نذير ، وهما من جهينة ، فلذلك جاء القول : فعند جهينة الخبر اليقين (١).
٧٦٠ ـ روى العلّامة السيّد ابن طاوس رضوان الله عليه عن عليّ عليهالسلام قال : إذا نزل جيش في طلب الّذين خرجوا إلى مكّة ، فنزلوا البيداء خسف بهم ويباد بهم ، وهو قوله عزوجل : (وَلَوْ تَرى إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ) من تحت أقدامهم ، ويخرج رجل من الجيش في طلب ناقة له ، ثمّ يرجع إلى الناس ، فلا يجد منهم أحدا ، ولا يحسّ بهم ، وهو الّذي يحدّث الناس بخبرهم (٢).
٧٦١ ـ وروى الصفّار رحمهالله خطبة لمولانا أمير المؤمنين تسمّى المخزون جاء فيها : وخروج السفيانيّ براية خضراء وصليب من ذهب ، أميرها رجل من كلب واثنى عشر ألف عنان من خيل يحمل السفياني متوجّها إلى مكّة ، والمدينة أميرها أحد من بني اميّة يقال له خزيمة ، أطمس العين الشمال ، على عينه طرفة تميل بالدنيا فلا تردّ له راية حتّى ينزل المدينة ، فيجمع رجالا ونساء من آل محمّد صلىاللهعليهوآله فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها دار أبي الحسن الأمويّ ، ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمّد صلىاللهعليهوآله قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكّة أميرهم رجل من غطفان ، حتّى إذا توسّطوا الصفائح البيض بالبيداء يخسف بهم فلا ينجو منهم أحد إلّا رجل واحد يحوّل الله وجهه في قفاه لينذرهم وليكون
__________________
(١) تفسير الطبريّ ٢٢ / ٧٢ ؛ تفسير مجمع البيان ٤ / ٣٩٨.
(٢) الملاحم والفتن ٧٥ ب ١٦٥.