غيره فهو لكم تهتدون به وتنجون من عذاب يوم القيامة ، وقل لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ)(١) يقول متكلّفا أن أسألكم ما لستم بأهله ، فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض : أما يكفي محمّدا أن يكون قهرنا عشرين سنة حتّى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا ، ولئن قتل محمّد أو مات لننزعنّها من أهل بيته لا نعيدها فيهم أبدا ، وأراد الله عزّ ذكره أن يعلم نبيّه صلىاللهعليهوآله الّذي أخفوا في صدورهم وأسرّوا به ، فقال في كتابه عزوجل : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) يقول : لو شئت حبست عنك الوحي فلم تكلّم بفضل أهل بيتك ولا بمودّتهم ، وقد قال الله عزوجل : (وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ)(٢) يقول الحقّ لأهل بيتك الولاية انّه عليم بذات الصدور ، ويقول : بما ألقوه في صدورهم من العداوة لأهل بيتك والظلم بعدك وهو قول الله عزوجل : (وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ)(٣) ... الخ الحديث (٤).
٨٢٥ ـ روى القمّي بإسناده عن محمّد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليهالسلام يقول : في قول الله عزوجل : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) يعني في أهل بيته ، قال : جاءت الأنصار إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقالوا : انّا قد آوينا ونصرنا ، فخذ طائفة من أموالنا استعن بها على ما أنابك ، فأنزل الله : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً) ـ يعني على النبوّة ـ (إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) أي في أهل بيته ، ثمّ قال : ألا ترى أنّ الرجل يكون له صديق وفي ذلك شيء على أهل بيته فلم يسلم صدره ، فأراد الله أن لا يكون في نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله شيء على امّته ففرض عليهم المودّة ، فإن أخذوا أخذوا مفروضا ، وان تركوا تركوا مفروضا ، قال : فانصرفوا من عنده وبعضهم يقول : أعرضنا عليه أموالنا فقال : قاتلوا عن أهل بيتي من بعدي ، وقال : طائفة ما قال هذا رسول الله من الله وجحدوا وقالوا كما حكى الله تعالى : (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً) فقال الله (فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ) قال : لو افتريت ؛ ويمحو الله الباطل يعني يبطله (وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ) يعني بالأئمّة والقائم من آل محمّد (إِنَّهُ عَلِيمٌ
__________________
(١) ص : ٨٦.
(٢) الشورى : ٢٤.
(٣) الأنبياء : ٣.
(٤) تفسير البرهان / ١٢٢ : ٤ ح ٥.