موسى إلى امّه.
قالت حكيمة : فما هذا الطير؟
قال : روح القدس الموكّل بالأئمّة ، يعلّمهم فيربّيهم.
فبعد الأربعين ردّ الغلام ، فدخلت عليه فتعجّبت ، فقال أبوه : أولاد الأنبياء والأوصياء ينشئون بخلاف غيرهم ، وإنّ الصبي منّا إذا أتى عليه شهر كان كمن يأتي عليه سنة. قالت : فما زلت أراه بعد كلّ أربعين إلى أن رأيته رجلا قبل موت أبيه ، فقال لي : هذا خليفتي بعدي ، وعن قليل تفقدوني ، فاسمعي له وأطيعي ، فمضى عليهالسلام وافترق الناس كما ترى ، فو الله انّي لأراه وأسأله فيجيبني عن مسائلي ابتداء ، وقد أخبرني البارحة بمجيئك ، وأمرني أن أخبرك بالحقّ.
قال محمّد بن عبد الله : فو الله لقد أخبرتني بما لم يطّلع عليه إلّا الله ، فحكمت على كلامها بصدقها ، وعلمت أنّ الله أطلعهم على ما لم يطلع عليه أحدا من خلقه.
وهذا الحديث رواه الشيخ أبو جعفر الطوسي عن حكيمة بطريقين من رجاله وفيه مغايرة قليلة أحدهما منتهيا إلى حنظلة بن زكريا ، والاخرى إلى مارية ونسيم خادم الحسن عليهالسلام (١).
٩٦٨ ـ وأسند أبو جعفر بن بابويه إلى الحسن محمّد بن صالح البزاز أنّه سمع العسكريّ عليهالسلام يقول : إنّ ابني هو القائم من بعدي تجري فيه سنن الأنبياء من التعمير والغيبة ، حتّى تقسو قلوب الناس لطول الأمد ، فلا يثبت على القول بها إلّا من كتب الله في قلبه الإيمان ، وأيّده بروح منه (٢).
٩٦٩ ـ عليّ بن إبراهيم في تفسير قوله تعالى : (أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ) وهم الأئمّة عليهمالسلام وأيّده بروح منه قال : قال : الروح ملك أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلىاللهعليهوآله وهو مع الأئمّة عليهمالسلام (٣).
٩٧٠ ـ روى الشيخ الصدوق رحمهالله بإسناده عن الحسين بن خالد ، عن عليّ بن موسى
__________________
(١) الصراط المستقيم ٢ / ٢٣٤.
(٢) نفس المصدر ٢ / ٢٣٨.
(٣) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٥٨.