(لا شِيَةَ فِيها) أي : ليس منها لون آخر يخالف سائر ألوانها ، والجمع : شيات (١).
(فَادَّارَأْتُمْ فِيها) أي : اختلفتم وتدافعتم ، والأصل : تدارأتم فأدغمت التاء في الدال.
(يُحَرِّفُونَهُ) التحريف : وضع الشيء في غير موضعه.
(وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ) الأمي : الذي لا يحسن الكتابة.
(إِلَّا أَمانِيَ) جمع أمنية ، وهي : التلاوة (٢) ، قال تعالى : " إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته" [الحج : ٥٢].
(تَظاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ) أي : تتعاونون ، والمظاهرة : المعاونة.
(بِالْآخِرَةِ) التي ليس بعدها شىء من جنسها بخلاف الأخرى فإنه يأتي بعدها أخرى ، وأخرى من جنسها وهي تأنيث الآخر فاعرفه.
(وَقَفَّيْنا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ) أي : أتبعنا ، التقفية : إلحاق الشيء بعده ، واشتقاقه من القفا لأن الآتي بعده يكون في قفاه ، ومنه الكلام المقفّى ، ويقال : للقفا قافية ، ومنه الحديث" يعقد الشيطان على قافية رأس أحدهم" (٣).
(وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) : هو جبريل.
(قُلُوبُنا غُلْفٌ) أي : في غلاف ، والغلاف : الغطاء ، والمعنى لا يصل إليها ما تفهمه ، ومنه غلاف السيف.
(يَسْتَفْتِحُونَ) أي : يستنصرون ، والاستفتاح : الاستنصار.
(وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ) أي : خالط قلوبهم حب العجل ، من قولهم أشرب هذا حمرة أو صفرة ، وقيل : إن موسى أحرق العجل وذرى رماده في البحر الحلو فما شرب منه أحد إلا بقيت محبة العجل فيه.
__________________
(١) شية : أصلها وشيه ، وذلك من باب الواو والوزن فعلة من الوشي وشيت الشيء وشيا جعلت فيه أثرا يخالف معظم لونه.
(٢) والأماني أيضا الأكاذيب ومنه قول عثمان ـ رضي الله عنه ـ : " ما تمنيت منذ أسلمت" أي : ما كذبت ، وهو قول مجاهد.
(٣) صحيح مسلم : ج ١ ، ص ٥٣٨ ، باب : ما روي فيمن نام الليل أجمع حتى أصبح. ومعنى قافية : رأس أحدكم ، القافية : آخر الرأس ، وقافية كل شىء آخره. ومنه قافية الشعر.