فنحن اهل الذكر الّذين قال الله عزوجل (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) فنحن اهل الذكر فاسألونا ان كنتم لا تعلمون فقالت العلماء انّما عنى الله بذلك اليهود والنصارى فقال ابو الحسن (ع) سبحان الله وهل يجوز ذلك اذا يدعونا الى دينهم ويقولون انّه افضل من دين الاسلام فقال المأمون فهل عندك فى ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن فقال ابو الحسن (ع) نعم الذكر رسول الله ونحن اهله وذلك بيّن فى كتاب الله عزوجل حيث يقول فى سورة الطّلاق (فَاتَّقُوا اللهَ يا أُولِي الْأَلْبابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ اللهِ مُبَيِّناتٍ) فالذكر رسول الله (ص) ونحن اهله فهذه التاسعة الى آخر الحديث والحاصل انّه اذا ثبت اختصاص اهل الذكر بهم صلوات الله عليهم فلا يتناول سائر اهل العلم ولا يشمل الروايات والذّهاب إلى عدم الفرق بين قول الروات وقولهم (ع) لانّه حكاية عن قولهم (ع) والسؤال عن الراوى بمنزلة السؤال عن الإمام ضعيف بعدم الدليل على ذلك وظهور الامر فى ايجاب السؤال الحقيقى وهو ما كان بلا واسطة وكذا ما حكاه السيّد فى الضّوابط عن شريف العلماء ره من ردّ هذه الاخبار بضعف السّند بناء على اشتراك بعض الرواة فى بعضها وضعف بعضها فى الباقى مردود بما فى المتن مضافا الى عدم انحصارها فى السّتة كما عرفت وثانيا انّ الظاهر من وجوب السؤال عند عدم العلم تحصيل العلم وليس الغرض هو السؤال للعمل بعده مطلقا وهل قضيّة تعليق وجوب السؤال بعدم العلم الّا تحصيل العلم بحيث لو لم يحصل من سؤال واحد فلا بدّ من السؤال ثانيا وثالثا وهكذا الى ان يحصل العلم لما تقرّر فى محلّه انّ الحكم المعلّق على شرط او صفة يتكرّر بتكرّرهما فكما انّه يجب عليه السؤال من اوّل الأمر فكذلك يجب عليه اذا سئل ولم يجب او اجيب ولم يحصل له العلم اذ يصدق فى الجميع عدم العلم الّذى أنيط به السؤال وهذا لا دخل له بحجيّة خبر الواحد بل لا يبعد استظهار دلالة الآية على عكس ما رامه المستدلّ لدلالتها على عدم جواز العمل ما لم يحصل العلم وممّا يؤيّد ذلك انّ الآية واردة فى اصول الدين وعلامات النّبى (ص) الّتى يؤخذ فيها بعلم اليقين ويعاضده ظاهر لفظ بالبيّنات والزبر وثالثا لو سلّم عدم لزوم حصول العلم بعد السؤال نقول انّ المراد من اهل العلم ليس مطلق من علم بشيء والّا لدلّ على حجيّة قول كلّ عالم بشيء ولو من طريق السّمع والبصر مع انّه يصحّ سلب هذا العنوان عن مطلق من احسّ شيئا بسمعه وبصره ألا ترى انّ العالم بوجود سنّور على السور او عصفور فى الجدار لا يعدّ عند العرف من اهل الذكر والعلم فلا دلالة فى الآية على وجوب قبول قول الراوى مط مع وضوح انّ تحمّل الرواية غير ملازم لكون الراوى من اهل العلم نعم لو اغمضنا عن الجواب الاوّل امكن القول بدلالتها على حجيّة قول اهل الخبرة اللهمّ إلّا ان يقال انّ صحّة سلب هذا العنوان عن مطلق من احسّ شيئا بسمعه او بصره لا ينافى صدق اهل العلم على من علم بشيء سمعه عن الامام (ع) لانّ العلم لغة وعرفا هو الجزم فمن علم شيئا بالسّمع فهو من اهل العلم