التعيّنين فى زمانهم والمبرّزين على اقرانهم وصرفوا هممهم اليها وبذلوا مجهودهم فيها وحبسوا افكارهم وانظارهم عليها ورأوا انّ درسها شفاء من اسقام الجهالات وفى كلّ كلمة منها اشارات الى مناهج الدّلالات وهم بعد معترفون بالعجز عن بلوغ مرامه فضلا عن الوصول الى رفيع مقامه قدوة الانام وحيد الايّام علم الهدى والورع والتّقى مولانا الشيخ مرتضى تغمّده الله تعالى برحمته واسكنه بحبوحة جنّته وجزاه عز الاسلام والمسلمين خير جزاء المحسنين وقد علّق عليه ممّن جاء بعده الكثير وخرج عنهم الجمّ الغفير رفع الله قدرهم واعلى ذكرهم وانّى كنت قد اقيّد بالكتابة ما استفدته من الأساتيد وما سنح فى خاطرى اثناء البحث ممّا يستحقّ التّقييد من نكت قيّمة ألفيتها جالبة للنّظر فى صناعة الاجتهاد وعوائد ثمينة قادنى اليها الدّليل وقوى عليها الاعتماد حذرا من شرودها عند اختلال البال وذهابها عن ذهنى عند طروّ الحوادث واكراث الاحوال فخالج فكرى تنظيمها على نمط الحاشية والتّعليق وجمع شملها واعادة النّظر فيها على حسب ما ساعدنى التّوفيق شارحا لما اكتفى فى المتن باقصر اشارة ومشيرا عند تراكم الوجوه الى ما هو الرّاجح باتمّ عبارة لا ترى حشوا ولا اطالة ولا سأما ولا ملالة يتضمّن بسط ما تظنّه موجزا وتفصيل ما كان مجملا وحلّ ما تجده ملغزا وتقييد ما كان مرسلا وبالجملة من قصدى إن شاء الله الله تعالى ومنه استمدّ فانّه نعم المولى ان اصنع ما يرفع عن دقايق الرسائل استارها ويدفع عن غير الجلىّ منها غبارها يذلّل صعابها ويحلّ عقد مشكلاتها ويبرز مخدّراتها ويفتح ابواب معضلاتها وانّى بالعجز وقصر الباع معترف ومن بحار فضل الله ومنّه واحسانه مغترف ونحن فى زمان انقطعوا عن مناهل عين اليقين والشّراب المعين واذا رأوا طالبا للحقّ قالوا من هذا الّذى هو مهين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا وقد سلب عنهم نور الهداية فلم يكونوا له اهلا بل ذهب الطالبون عن طرق البراهين والدّلالات وحادوا عن النّظر فى وجوه الاستدلالات وقصرت هممهم عن طلب الحقائق وتناهت افكارهم عن فهم الغوامض والدّقائق وقلّ من اقبل على الطلب بكليّته وكان حريصا على الفضيلة بخلوص نيّته والى الله المشتكى فمنه المبدا واليه المنتهى ومنه العصمة والرّشاد والسّداد وبلوغ المراد وان شئت فسمّه تسديد القواعد فى حاشية الفرائد اللهم اهدنا الصّراط المستقيم واجعل نيّاتنا خالصة لوجهك الكريم وسهّل لنا فمنك العون والتيسير وما ذلك على الله بعسير
قوله (اعلم ان المكلّف اذا التفت الى حكم شرعىّ) اذا كان المراد من المكلّف من تنجّز عليه التّكليف باجتماع شرائطه كان قيد الالتفات مستدركا فانّه كالبلوغ والعقل من شرائط التّكليف ويكون ذكر المكلّف بهذا المعنى مغنيا عن ذكر الالتفات وكونه قيدا توضيحيّا خلاف الاصل فالاولى ان يكون المراد من المكلّف فى العبارة