الاخر لعدم انحصار مؤدّاه فى مورد الاجتماع ويكون طرحه طرحا للظاهر لا للنّص فيتعيّن قوله (والسّر فى ذلك واضح اذ لو لا الترتيب فى العلاج) اراد بالنّص ما هو الاخصّ المنافى لاحد العامّين فى مورد افتراقه عن صاحبه وبالظاهر ما هو اعمّ منه مطلقا والوجه فى لزوم احد المحذورين لو لا مراعات الترتيب انّه اذا عولج اوّلا بين العامّين من وجه وقدّم العامّ الغير المنافى للنّص فى مورد الاجتماع للترجيح او التخيير ينحصر مورد العامّ المنافى له فى مورد افتراقه وح امّا يقدّم العامّ على ذلك النّص او يقدّم النصّ عليه وعلى الاوّل يلزم طرح النّص وعلى الثانى يلزم طرح الظاهر رأسا وهذا ايضا محذور كالاوّل لانّ العامّ نصّ فى مؤدّاه فى الجملة ولكن لا يخفى انّ هذا الدوران بين المحذورين ليس بلازم فى جميع صور مخالفة الترتيب فى العلاج بل فى خصوص ما اذا قدّم العامّ الاخر الغير المنافى للنّص على المنافى له فى مورد اجتماعهما مع منافات النّص له فى جميع مصاديق مورد افتراقه عن ذلك العامّ وامّا فى غيره كما اذا قدّم العامّ المنافى فى مورد الاجتماع فلا اذ لا ينافى النصّ ح فى جميع موارد افتراقه عن العامّ الاخر فغرضه قدسسره هو لزوم الدّوران المذكور فى بعض الصّور على تقدير مخالفة الترتيب وعدم لزومه على تقدير الترتيب اصلا قوله (وقد لا ينقلب النسبة ويحدث الترجيح فى المتعارضات) ما وجدنا من النسخ كلّها بدون حرف النفى مع انّ الظاهر ان يكون الصّحيح بزيادة كلمة لا بان يكون وقد لا ينقلب النّسبة ويحدث الترجيح والغرض انّه قد لا ينقلب النسبة ويحدث الترجيح لبعض المتعارضات ففى المثال المذكور مع بقاء كلّ منها على العموم من وجه يرجّح بعضها على بعض بسبب قلّة افراده قوله (فاذا فرضنا انّ الفسّاق اكثر فردا من العلماء) وبناء على اعمال هذه التّرجيحات تكون مادّة الاجتماع بين الاوّل والثانى وهى العالم الفاسق الغير الشاعر داخلة تحت الاوّل فيجب اكرامه ومادّة الاجتماع بين الثانى والثالث وهى الفاسق الشاعر الغير العالم داخلة تحت الثانى فيحرم اكرامه ومادّة الاجتماع بين الاوّل والثالث اعنى العالم الشاعر الغير الفاسق داخلة تحت الثالث فيستحبّ اكرامه وامّا مادّة اجتماع الجميع فداخلة تحت الثّالث ولكن هذا اذا لم يكن لاحد العمومات المرجّح الدّلالى على كلا الاخيرين كما تبيّن انّ المرجّح للاوّل على خصوص الثّانى وللثّانى على خصوص الثالث وامّا اذا فرضنا فى المثال انّ العلماء اقلّ افرادا من الفّساق والشّعراء فاللّازم تخصيصهما به ويصير مادّة اجتماع الكلّ اعنى العالم الفاسق الشاعر واجب الاكرام.
قوله (فى المرجّحات المتنيّة مثل الفصيح والافصح) فانّ موردهما المتن ومورد الرّجحان الحاصل بهما اصل الصّدور وكذا النقل باللّفظ والمعنى فانّ موردهما المتن ومورد الرّجحان الحاصل بهما هو المضمون قوله (بل يذكرون المنطوق والمفهوم) مع انّ المنطوق والخصوص خارجان عن التعارض وداخلان فى الجمع العرفى فانّ الخاصّ والمنطوق اقوى دلالة من العامّ والمفهوم وليس معهما تحيّر فى فهم المراد عرفا حتّى يدخل موردهما فى الاخبار العلاجيّة ثمّ لا يخفى انّ تقسيم الاصوليّين غير حاصر لجميع اقسام مورد المرجّح فانّ المرجّح المضمونّى يكون مورد المرجّح فيه نفس المضمون وهو غير السّند والمتن.