يفرز منها ايضا ما هو الاخصّ فيها ويؤخذ بمضمونه وهكذا الى ان ينتهى الى الشّك البدوي وان لم يكن فيها ما هو اخصّ مضمونا فلا بدّ ان يؤخذ بما توافق عليه الكلّ ويحكم بحجيّة كلّ خبر كان كذلك ويتعدّى عنه ايضا بوجهين الاوّل بدلالة ما توافق عليه الكلّ على حجيّة بعض آخر وهكذا الثانى بلحاظ استفادة حجيّة طائفة اخرى بعد بقاء العلم الاجمالى فى البقيّة فيحكم بحجيّة تلك الطّائفة ايضا وهكذا الى ان ينتهى الى الشّك البدوى فيخرج من بين اطراف العلم ثلث خبر يتوافق على كلّ واحد منها اطراف علم اجمالى فيؤخذ بكلّ منها ويحكم بمدلوله فانّ الطوائف المذكورة ليست من المتباينات بل كلّها اعمّ واخصّ من وجه او مط هذا كلّه بحسب الكبرى وتعيين الصّغرى سهل واضح فتدبّر.
قوله تتّبع اقوال العلماء من زماننا الى زمان الشيخين) ويمكن المناقشة فيه باختلاف الاقوال فيما اخذ فى حجيّة الخبر من الخصوصيّات وكذا الحال فى الاجماعات المنقولة فانّ فى كلّ نقل منها اخذ قيد غير ما اخذ فى النّقل الآخر ومع اختلاف القيود كيف يكشف عن رضاء الإمام ع بالحكم او عن وجود نصّ معتبر اللهم الّا ان يقال انّ تواطئهم على حجّيته ممّا لا اشكال فيه فانّ الكلّ متّفقون على ذلك وانّما الاختلاف فى تعيين ما هو الحجّة ولازم ذلك هو الأخذ بالاخصّ او بما توافق عليه الكلّ على حسب ما قدّمنا فى دلالة الاخبار قوله (وامّا للاطّلاع على انّ ذلك لشبهة حصلت لهم) وسيجيء الكلام عن هذه الشّبهة فى المتن قوله (وقال بعض من تاخّر عنه من الاخباريّين) هو الشيخ المحدّث شهاب الدين العاملى على ما فى شرح الوافية للسيّد صدر الدّين ره قوله (ومجرّد عمل السّيد والشّيخ بخبر خاصّ لدعوى الاوّل الخ) فانّ الخلاف بينهما انّما يثمر فى مادّتى الافتراق لا فى مادّة الاجتماع وذلك نظير العمل من بعض بخبر مفيد للظنّ لاجل ذهابه الى كون ذلك الخبر من الظنون الخاصّة والعمل من بعض آخر لأجل ذهابه الى حجيّة مطلق الظّن حيث توافقا فى العمل به مع اختلاف جهة العمل وخلافهما انّما يثمر فى خبر سنخه لا يفيد الظّن وفى الشهرة الّتى تفيد الظّن قوله استثنى القميّون كثيرا من رجال نوادر الحكمة) هى لابى جعفر محمّد بن احمد بن يحيى بن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الاشعرى القمىّ كان ثقة فى الحديث الّا انّ اصحابنا قالوا كان يروى عن الضعفاء ويعتمد على المراسيل ولا يبالى عمّن اخذ وما عليه فى نفسه مطعن فى شيء وكان محمّد بن الحسن بن الوليد يستثنى من رواياته رجالا كثيرة مذكورة فى محلّها ونوادر الحكمة كتاب حسن كبير يعرّفه القميّون بدبّة شبيب كناية عن انّ فيه كلّما يريده الطالب من الاحكام والاحاديث وشبيب رجل كان بقم له دبّة ذات بيوت يعطى منها ما يطلب منه من دهن فشبّهوا هذا الكتاب بها قوله (واستثنى ابن الوليد من روايات العبيدى) هو محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين بن موسى مولى اسد بن خزيمة ابو جعفر جليل من اصحابنا ثقة عين كثير الرّواية حسن التّصانيف روى عن ابى