ويؤكد هذا المعنى ما قاله أمير المؤمنين عليهالسلام لأحد الزنادقة عندما سأل الإمام عليهالسلام قائلاً : أجد الله يقول : ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) وأجده يقول : ( لَّا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ ) (١).
فقال عليهالسلام : « إنَّ المؤمنين يُؤمَرون بدخول الجنّة ، فمن هذا المقام ينظرون إلىٰ ربّهم كيف يثيبهم... أي : النظر إلى ما وعدهم ـ عزَّوجلَّ ـ فذلك قوله تعالى : ( إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ). والناظرة : المنتظرة ». ثمّ قال عليهالسلام : « ألم تسمع قوله تعالى : ( فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ ) (٢) أي منتظرة » (٣).
وأيضاً : سُئل عن قوله عزَّوجلَّ : ( وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا ) (٤) فقال : « إن الله لا يُوصف بالمجيء والذهاب والانتقال ، إنما يعني بذلك : وجاء أمر ربّك » (٥).
وسئل عن قوله عزَّوجلَّ : ( .. كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) (٦) فقال : « إن الله تعالى لا يُوصف بمكان يحلّ فيه فيحجب عن عباده ، ولكنّه يعني : عن ثواب ربّهم محجوبين » (٧).
________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ١٠٣.
(٢) سورة النمل : ٢٧ / ٣٥.
(٣) التوحيد / الصدوق : ٢٦١ / ٥.
(٤) سورة الفجر : ٨٩ / ٢٢.
(٥) الاحتجاج ٢ : ١٩٣.
(٦) سورة المطففين : ٨٣ / ١٥.
(٧) الاحتجاج ٢ : ١٩٣.