وهناك أخبار رواها الصدوق تعزّز هذا الاعتقاد ، وتسنده إلى مصادر تاريخية متقدمة ، فقد نقله الصدوق عن أبي علي الحسين بن أحمد السلامي ، في كتابه الذي صنفه في أخبار خراسان (١)..
ومما يدعم هذا الرأي ما رواه الصدوق من أن ذا الرياستين قال للمأمون : (ان ذنبي عظيم عند أهل بيتك وعند العامة والناس يلومونني بقتل أخيك المخلوع وبيعة الرضا عليهالسلام ولا آمن السعاة والحساد وأهل البغي..) (٢).
وبالمقابل هناك روايات تستبعد ذلك وتتنكر لدور ذي الرياستين في احداث التحول المذكور ، لكون الفضل بن سهل من صنائع البرامكة الذين ناصبوا العداء لأهل البيت عليهمالسلام وألّبوا الحكام العباسيين عليهم ، روى الصدوق : أن ذا الرياستين قد أظهر عداوة شديدة لأبي الحسن الرضا عليهالسلام وحسده على ما كان المأمون يفضّله به (٣). وهناك شاهد آخر يصبّ في هذا الاتجاه ، فقد روى الصدوق أن المأمون قد أنكر صراحةً دور الفضل بن سهل المظنون ، وذلك لما بلغه أن الناس يتحدثون بذلك ، قال للريان : (ويحك ياريان أيجسر أحد أن يجيء إلى خليفة وابن خليفة قد استقامت له الرعية والقواد واستوت له الخلافة ، فيقول له : ادفع الخلافة من يدك إلى غيرك ؟ أيجوز هذا في العقل ؟ ..لا والله ما كان كما يقولون) (٤).
________________
(١) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٧٦ ، ح ٢٨ ، باب (٤٠).
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٧٣ ح ٢٤ ، باب (٤٠).
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٥ ، ح ٢٢ ، باب (٤٠).
(٤) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٦٣ ، ح ٢٢ ، باب (٤٠).