في الإمامة) للسيد المرتضىٰ قدسسره ، إذ يعد هذا الكتاب بشهادة أعلام الطائفة فريداً في بابه ، بل هو كما يقول الشيخ محمد جواد مغنية في تقريظه : إنه صورة صادقة لمعارف المرتضىٰ ومقدرته ، أو لمعارف علماء الإمامية وعلومهم في زمنه ـ على الأصح ـ عالج المرتضىٰ مسألة الإمامة من جميع جهاتها كمبدأ ديني واجتماعي وسياسي ، وأثبت بدليل العقل والنقل الصحيح أنها ضرورة دينية واجتماعية ، وأن علياً عليهالسلام هو الخليفة الحق المنصوص عليه بعد الرسول ، وأنه من عارض وعاند فقد عارض الحق والصالح العام. ذكر الشريف جميع الشبهات التي قيلت أو يمكن أن تُقال حول الإمامة وأبطلها بمنطق العقل والحجج الدامغة (١).
لقد شغل موضوع الإمامة حيزاً كبيراً من فكر أئمة أهل البيت عليهمالسلام لكونها حجر الزاوية في الفكر الإسلامي عامة والشيعي على وجه الخصوص ، إضافة إلى كثرة اختلاف الناس حولها ، وحاجتهم الماسة إلى القول الفصل فيها ، بغية الخروج من مرحلة الحيرة والتساؤل.
وقد حظيت هذه المسألة بأهمية استثنائية عند إمامنا الرضا عليهالسلام فأجاب عن الاشكالات والشبهات المطروحة إجابةً شافيةً ووافية ، نجدها في الرواية التالية : عن القاسم بن مسلم ، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم ، كنا في أيام علي بن موسى الرضا عليهالسلام بمرو ، فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا ، فأدار الناس أمر الإمامة وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها فدخلت على سيدي ومولاي الرضا عليهالسلام ، فأعلمته ما خاض الناس فيه ، فتبسم عليهالسلام ثم قال : « يا عبد العزيز ، جهل القوم وخدعوا عن
________________
(١) مقدمة تحقيق كتاب الشافي ١ : ١٩ ـ ٢٠.