يتبركون به ويسألونه عن معالم دينهم وعن الحلال والحرام.. روى الكليني في (الكافي) بسنده عن اليسع بن حمزة ، قال : كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليهالسلام وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام.. (٢).
كان شذا علمه وبيانه يجذب الناس ، كانت ترنو إليه أبصارهم وتحدق إليه عيونهم ، وكانوا يلتمسون البركة في كل شيء يلامسه بدنه ، روى الصدوق : أن الرضا عليهالسلام لما دخل نيسابور نزل في محلة يقال لها القزويني ، أو الغزيني ، فيها حمّام ، وهو الحمام المعروف اليوم بحمام الرضا ، وكانت هناك عين فدخل ماءها فأقام عليها من أخرج ماءها حتى توفر وكثر ، واتخذ من خارج الدرب حوضاً ينزل إليه بالمراقي إلى هذه العين فدخله الرضا عليهالسلام واغتسل فيه ثم خرج منه فصلى على ظهره والناس يتناوبون ذلك الحوض ويغتسلون منه التماساً للبركة ويصلون على ظهره ، ويدعون الله عزّوجلّ في حوائجهم ، وهي العين المعروفة بعين كهلان يقصدها الناس إلىٰ يومنا هذا (١).
كان الرضا عليهالسلام آية الحق وراية العدل ورمزاً للفضيلة ، وكانت روعة الإيمان تغطي وجهه ، لذلك كانت له في قلوب الناس هيبة كبيرة ، يروى أنه لما خرج للصلاة في مرو ورآه القُوّاد والعسكر رموا بأنفسهم عن دوابهم ونزعوا خفافهم وقطعوها بالسكاكين لما رأوه راجلاً حافياً ، وأنه لما هجم الجند على دار المأمون بسرخس بعد قتل الفضل بن سهل وجاءوا بنار ليحرقوا الباب وطلب منه المأمون أن يخرج ، فلما خرج وأشار إليهم أن
________________
(١) أعيان الشيعة ٢ : ١٥.
(٢) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٤٥ ، ح ٤ ، باب (٣٧).