قلت لا أهتدي لمدح إمامٍ |
|
كان جبريل خادماً لأبيه |
فقال المأمون : أحسنت ! ووصله من المال بمثل الذي وصل به كافة الشعراء ، وفضّله عليهم (١).
وعن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه ، قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن يحيى الفارسي ، قال : نظر أبو نؤاس إلى أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليهالسلام ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له ، فدنا منه أبو نؤاس ، فسلّم عليه وقال : يا ابن رسول الله ، قد قلت فيك أبياتاً فأحب أن تسمعها مني ، قال : « هات » فأنشأ يقول :
مطهّرون نقيّات ثيابهم |
|
تجري الصلاة عليهم أينما ذكروا |
مَن لم يكن علوياً حين تنسبه |
|
فما له من قديم الدهر مفتخر |
فالله لما برى خلقاً فأتقنه |
|
صفّاكم واصطفاكم أيها البشر |
فأنتم الملأ الأعلى وعندكم |
|
علم الكتاب وما جاءت به السور |
فأكرمه الإمام ثلاثمائة دينار كانت نفقته ، وساق إليه بغلته. (٢)
مما تقدّم ظهر لنا سعة قاعدة امامة الرضا عليهالسلام بين الناس ؛ العلماء منهم والجمهور والشعراء ، وليس ثمة عبارة تعكس ذيوع صيته وسعة دائرة مواليه ، أتمّ من عبارة أبي جعفر عليهالسلام : « رضي به المخالفون من أعدائه كما رضي به الموافقون من أوليائه » (٣).
________________
(١) إعلام الورى ٢ : ٦٥ ، سير أعلام النبلاء ٩ : ٣٨٩. غير أن المعروف أن أبا نؤاس توفي سنة ١٩٥ أو ١٩٦ أو ١٩٨ ، أي قبل ولاية الإمام الرضا عليهالسلام بسنتين على الأقل.
(٢) إعلام الورى ٢ : ٦٥ ، عيون أخبار الرضا عليهالسلام ٢ : ١٥٥ ، ح ١٠ ، باب (٤٠).
(٣) عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٢٢ ، باب (١).