لقد خفت في الدنيا وأيام سعيها |
|
وإنّي لارجو الأمن بعد وفاتي |
قال الرضا عليهالسلام : « آمنك الله يوم الفزع الأكبر » فلما انتهى إلىٰ قوله :
وقبر ببغداد لنفسٍ زكيّةٍ |
|
تضمَّنها الرحمٰنُ في الغُرفات |
وهي قصيدة عصماء ، من أشهر ماقيل من الشعر في أهل البيت عليهمالسلام (١).
وأنشده إبراهيم بن عباس :
أزالت عناء القلب بعد التجلّد |
|
مصارع أولاد النبي محمد |
فوهب لهما عشرين ألف درهم من الدراهم التي عليها اسمه ، وكان المأمون أمر بضربها في ذلك الوقت.
قال : أما دعبل فصار بالعشرة آلاف التي حصته إلى قوم ، فباع كل درهم بعشرة دراهم ، فتخلصت له مائة ألف درهم ، الأمر الذي يحكي بوضوح مدى تعلق قاعدة الإمام الرضا عليهالسلام بكل ما خرج عنه مطلقاً ، وأما إبراهيم فلم تزل عنده بعد أن أهدى بعضها وفرق بعضها على أهله إلى أن توفّى رحمه الله ، وكان كفنه وجهازه منها.
أما أبو نؤاس ، فارس الشعر في زمانه ، فقد أدلى بدلوه ، وأظهر جواهر شعره بعد صمت طويل ، فلما وفد على المأمون ، قال له : يا أبا النؤاس ، قد علمت مكان علي بن موسى الرضا مني وما أكرمته به ، فلماذا أخّرت مدحه وأنت شاعر زمانك وقريع دهرك ؟ فأنشد يقول :
قيل لي أنت أوحد الناس طراً |
|
في فنون من الكلام النبيه |
لك من جوهر الكلام بديع |
|
يثمر الدر في يدي مجتنيه |
فعلى مَ تركت مدح ابن موسى |
|
والخصال التي تجمعن فيه |
________________
(١) إعلام الورى ٢ : ٦٧.