قال رأس الجالوت : قد سمعنا به وعرفناه ، قال : « صدقت ».
ثمّ قال الرِّضا عليهالسلام : « لقد أبرأ ـ أي محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ الأكمه والأبرص والمجانين وكلّمته البهائم والطَّير والجنُّ والشَّياطين ولم نتخذه ربّاً من دون الله عزَّوجلَّ ، ولم ننكر لأحدٍ من هؤلاء فضلهم ، فمتى اتخذتم عيسى ربَّاً جاز لكم أن تتَّخذوا اليسع وحزقيل ربّاً ، لأنَّهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من إحياء الموتى ، وغيره أنَّ قوماً من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون وهم اُلوف حذر الموت فأماتهم الله في ساعةٍ واحدة ، فعمد أهلُ تلك القريةِ فحَظَرُوا عليهم حظيرةً فلم يزالوا فيها حتى نخرت عظامهم وصاروا رميماً ، فمرَّ بهم نبي من أنبياء بني إسرائيل فتعجب منهم ومن كثرةِ العظام البالية ، فأوحى الله إليه أتُحبُّ أن اُحييهم لك فتنذرهم ؟ قال : نعم ياربِّ ، فأوحى الله عزَّوجلَّ إليه أن نادهم ، فقال : أيَّتُها العظامُ البالية قومي بإذن الله عزَّوجلَّ ، فقاموا أحياءً أجمعين ينفضون التُّراب عن رؤوسهم.
ثمَّ إبراهيم عليهالسلام خليلُ الرَّحمن حين أخذ الطُّيور
وقطَّعهنَّ قطعا ثمَّ وضع على كُلِّ جبلٍ منهنَّ جزءاً ثمَّ ناداهُنَّ فأقبلن سعياً إليه ، ثم موسى بنُ
عمران وأصحابه والسَّبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له : لن نؤمنَ لك حتى نرى الله جهرةً ، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم وبقي موسى وحيداً ، فقال : ياربِّ اخترتُ سبعينَ رجلاً من بني إسرائيل فجئتُ بهم وأرجعُ وحدي ، فكيف يُصدقني قومي بما اُخبرهم به ، فلو شئت أهلكتهم من قبلُ وإيّاي أفتُهلكنا بما فعل السُّفهاءُ منّا ، فأحياهم الله عزَّوجلَّ
من بعد موتهم ، وكلُّ شيء ذكرتُهُ لك من هذا لا تقدرُ على دفعهِ لأنَّ التَّوراةَ والانجيلَ والزَّبور والفُرقانَ قد نطقت بهِ ، فإن كان كلُّ من أحيا الموتى وأبرأ