يكون هذا منه ، فقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : بلى وبعضكم يومئذ شيعته (١)
وكان هذا الرجس الخبيث يفشى أحاديث رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ويبالغ فى ايذائه فنفاه الى الطائف ، وقال : لا يساكننى (٢) ولم يزل منفيا هو وأولاده طيلة خلافة الشيخين ، وقد توسط عثمان في شأنه عندهما فلم يستجيبا له وظل مبعدا منفيا.
ولما آل الامر الى عثمان أصدر عنه العفو فقدم الى يثرب ، وعليه فزر خلق وهو يسوق تيسا والناس ينظرون الى رثة ثيابه ، وسوء حاله ، فدخل دار عثمان ثم خرج وعليه جبة خز وطيلسان (٣) وأوصله بمائة الف (٤).
وولاه على صدقات قضاعة فبلغت ثلاث مائة الف درهم فوهبها له (٥) وقد ادى ذلك الى شيوع السخط والانكار عليه لأنه آوى طريد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ومنحه أموال الصدقة التي جعلها الله للفقراء والمحرومين وذوي الحاجة ، فكيف ساغ له أن يمنحها لهذا اللعين على لسان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، والحكم في هذه المسألة للقراء.
__________________
(١) كنز العمال ٦ / ٣٩
(٢) الانساب ٥ / ٢٧
(٣) تأريخ اليعقوبي ٢ / ٤١
(٤) المعارف : ص ٨٤
(٥) الانساب ٥ / ٢٨