ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، وإنما قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطانى الله ذلك .. » (١)
وأي قيمة للصلاة والصوم والزكاة والحج ، واي أثر لسائر الطقوس الدينية عند ابن هند التي نهشت كبد سيد الشهداء حمزة ، انه ما قاتلهم من اجل ذلك ولا من اجل المطالبة بدم عثمان الذي أقام الدنيا وأقعدها بسببه ، وانما قاتلهم من اجل الظفر بالملك والسلطان.
لقد منيت البلاد الاسلامية أيام حكمه وسلطانه بالظلم والجور والاستبداد ، ومني المسلمون بالاستعباد والاستغلال ، فقد قضت سياسته الارهابية الملتوية بارسال الاخيار والمصلحين الى ساحات الاعدام وظلمات السجون ، فقد اعدم الصحابى العظيم حجر بن عدي وإخوانه الصالحين لأنهم انكروا على ولاته سبهم لامير المؤمنين وسيد المتقين.
إن البارز في سياسة معاوية نشر الارهاب والخوف ، واشاعة الفتن والاضطراب ، واباحة الغدر والخيانة ، والولوغ في دماء المسلمين فقد أسرف هو وعماله فى ذلك حتى قتلوا الاطفال الصغار والشيوخ العاجزين بعد ما تجاوزوا الحد فى قتل الرجال وسجن النساء ، وقد ارتطمت البلاد بالفتن وضج الناس من الظلم والجور.
وقد ساند سياسته فريق من المرتزقة وباعة الضمير الذين وضعوا دنياهم فوق رءوسهم ودينهم تحت أقدامهم فراحوا يلقون عليه التقديس ، ويخلعون عليه النعوت الحسنة ويبررون جرائمه وموبقاته ، وهم ما بين راو وخطيب وزعيم فاخذوا يذيعون بين الشاميين قربه من الرسول وانه وارثه حتى انقضى ردح من الزمن وهم لا يظنون ان هناك احدا أقرب إلى النبي (ص) من معاوية وبني أميّة ، كما افتعلوا الاحاديث الكثيرة في
__________________
(١) شرح النهج ٤ / ١٦.