المسائل الشرعيّة ، بناء على ما سيأتي في بحث الشهادات ، وذكرناه في العوائد (١) ، من أنّ الشهادة المقبولة إنّما هي المستندة إلى الحسّ عرفا ، والمحسوس فيما نحن فيه هو مشاهدة ترجيحاته المطابقة للقواعد وملاحظتها ، ولا يتمكّن غير المجتهد من فهم المطابقة والصحّة ، إذ كلّ من يدرك ذلك فهو مجتهد. وقياس الاجتهاد على النظم ـ حيث إنّ لغير الشاعر درك موزونيّة الشعر ـ باطل.
نعم ، يكفي للشاهد كونه متجزّيا ، بل يكفي كونه مدركا لصحّة الترجيح الموقوف على تمكّنه من الترجيح ، وإن لم يتكرّر ذلك منه بعد ، بحيث تحصل له الملكة الحاصلة بتكرّر الترجيحات والقوّة القدسيّة ، فتأمّل.
وإن شئت قلت باشتراط كونهما عالمين بمقدّمات الاجتهاد ، مشرفين على حصول الاجتهاد بمعنى الملكة ، ولكن فهم ذلك على العوام مشكل.
__________________
(١) عوائد الأيام : ٢٧٣.