وأخرى حتى أن قول سلف الأمة : السلام عليكم عقيب الصلاة داخل في ضروريات الدين قلت : لو أغضينا عن دليل التأسي وخصوص قوله (ص) (١) : « صلوا كما رأيتموني أصلي » وعن عموم ما دل (٢) على وجوب الطاعة والانقياد ، وعن أصالة الوجوب في كل ما يصدر بيانا للواجب مع عدم اقترانه بما يقتضي الندب لأمكن استفادة الوجوب من مجرد الالتزام بذلك على وجه لم يعلم مثله في غيره من المندوبات ، خصوصا ولم يرد فيه ما يقتضي عظم الثواب وشدة الترغيب فيه كما ورد في باقي المستحبات التي مع ذلك لم يحافظ عليها الخواص فضلا عن السواد بعض هذه المحافظة ، وكيف يسوغ لصاحب الشرع عدم التصريح بالندب والإعلان به مع علمه بفعل جميع أتباعه له بعنوان الوجوب وخصوصا إذا قلنا بفساد الصلاة مع ذلك ، بل يظهر منه من الملازمة عليه والأمر به ما يغريهم به ويوقعهم بالجهل فيه ، حاش لمتدين يتوهم ذلك ، بل ليس هذا إلا من التقرير المعلوم حجيته مع قطع النظر عن التأسي بفعله ، بل إن لم يكن هذا تقريرا فلا تقرير يمكن أن يستفاد حكم منه ، كما أنه إن لم يحصل من هذه السيرة المستمرة في سائر الأعصار والأمصار من الخواص والسواد وسكوت العلماء عن النكير على اعتقاد الوجوب من الصلاة ، مع أنه تدور عليه أحكام عديدة منها أحوال السهو والشك وفعل المنافيات وغيرها مما لا يمكن حصره وعده لا ينبغي الالتفات بعد إلى سيرة أو إجماع أو ضرورة.
وأما القول فمنه نصوص التحليل ، ففي الكافي مسندا إلى القداح (٣) عن أبي عبد الله عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « افتتاح الصلاة الوضوء ، وتحريمها التكبير وتحليلها التسليم » وفي الفقيه (٤) قال أمير المؤمنين عليهالسلام
__________________
(١) صحيح البخاري ج ١ ص ١٢٤ و ١٢٥.
(٢) سورة آل عمران ـ الآية ٢٩.
(٣) الوسائل ـ الباب ـ ١ ـ من أبواب التسليم ـ الحديث ١.
(٤) الوسائل ـ الباب ـ ١ ـ من أبواب التسليم ـ الحديث ٨.