وعن الربيع ... قال : ... على لسان جبريل (١).
وعن قتادة والحسن أنهما قالا أوحى إلى عبده : جبريل (٢).
وقال آخرون : إن فاعل أوحى الأولى في الآية هو جبريل عليهالسلام ، فالمعنى أوحى جبريل إلى عبده محمد صلىاللهعليهوآله ما أوحى.
وقد نقل الطبري في تفسيره الآية عن ابن زيد وغيره هذا الوجه فيها ، واعتبره أولى الأقوال بالصواب ، وقد استدل على ذلك بدلالة افتتاح السورة بالخبر عن جبريل عليهالسلام والرسول محمد صلىاللهعليهوآله ، وقد جاء قوله تعالى : ( فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَا أَوْحَىٰ ) في سياق ذلك ، ولم يأت ما يدل على انصراف الخبر عنهما لكي يوجه ذلك إلى ما صرف إليه (٣).
وأشار الزمخشري إلى أن المقصود بفاعل أوحى هو جبريل عليهالسلام ، ولكنه أكد أن الضمير في عبده يعود إلى الله تعالى وإن لم يجر لاسمه ذكر لأنّه لا يَلبِس (٤).
وللآية عند الفخر الرازي وجهان محتملان في فاعل أوحى :
أحدهما : أوحى الله تعالى إلى محمد صلىاللهعليهوآله ما أوحاه إلى جبريل.
ثانيهما : أوحى إلى جبريل ما أوحى إلى محمد صلىاللهعليهوآله دليله الذي به يعرف أنه وحي (٥).
والوجه الأوّل هو الصحيح ، ويدل عليه ـ زيادة على ما سيأتي في صفة
________________
(١ ـ ٢) أيضاً : جامع أحكام القرآن / القرطبي ١٧ : ٨٨.
(٣) جامع البيان ٢٧ : ٢٨.
(٤) الكشاف ٤ : ٢٩.
(٥) مفاتيح الغيب ٢٨ : ٢٨٨.