امرأة فسألته عن المرأة يستمرّ بها الدم فلا تدري أحيض هو أو غيره؟ قال فقال لها : إنّ دم الحيض حارّ عبيط أسود له دفع وحرارة ، ودم الاستحاضة أصفر بارد ، فإذا كان للدم حرارة ودفع وسواد فلتدع الصّلاة ... » (١).
وفي صحيحة إسحاق بن جَرير : « أنّ دم الحيض ليس به خفاء هو دم حار تجد له حرقة ، ودم الاستحاضة دم فاسد بارد ... » (٢).
وفي صحيحة أبي المَغراء « قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن الحبلى قد استبان ذلك منها ترى كما ترى الحائض من الدم ، قال : تلك الهراقة ، إن كان دماً كثيراً فلا تصلِّين وإن كان قليلاً فلتغتسل عند كلّ صلاتين » (٣).
وفي مرسلة يونس الطويلة « وقال هاهنا إذا رأت الدم البَحراني فلتدع الصّلاة إلى أن قال وإنّما سمّاه أبي بَحرانياً لكثرته ولونه » (٤) ، وورد فيها أيضاً « إذا أقبلت الحيضة فدعي الصّلاة ، وإذا أدبرت فاغتسلي وصلِّي » ، لأنّ الظاهر من الإقبال والإدبار هو كثرة الدم وقلّته وإن كان محتملاً للإقبال والإدبار من جهة أُخرى.
هذه هي الأوصاف الواردة في الأخبار ، وهي كما عرفتها ستّة ، ويمكن إرجاعها إلى أربعة نظراً إلى أنّ الدفع لازم الكثرة كما أنّ الحرقة لازم الحرارة.
وكيف كان الظاهر من الأخبار أنّ المعرف إلى الحيض طبيعي الصفات ، حيث اقتصر في بعضها بذكر وصف واحد وفي بعضها وصفان وهكذا ، وهذا ظاهر في أنّ المعرف هو الطبيعي على نحو صرف الوجود لا أنّ المعرف هو المجموع.
ودعوى : أنّه لا بدّ من تقييد الأخبار بعضها ببعض.
مندفعة : بأنّ الدم الواجد لتلك الأوصاف بأجمعها من الندرة بمكان ، وقلّما يتحقّق له مصداق في الخارج ، فكيف يمكن حمل تلك الرّوايات على مثله.
__________________
(١) الوسائل ٢ : ٢٧٥ / أبواب الحيض ب ٣ ح ٢.
(٢) الوسائل ٢ : ٢٧٥ / أبواب الحيض ب ٣ ح ٣.
(٣) الوسائل ٢ : ٣٣١ / أبواب الحيض ب ٣٠ ح ٥.
(٤) الوسائل ٢ : ٢٧٦ / أبواب الحيض ب ٣ ح ٤.