السادس : العود إلى منى للمبيت بها ليالي التشريق
ويجزئ إلى نصف الليل. فلو بات بغيرها فشاة عن كلّ ليلة ، إلّا للعبادة بمكّة.
ولا يجب الثالث على المتّقي (١) ، ويجب على غيره ، وعلى من غربت عليه شمس الثاني عشر.
والنفر الأوّل بعد الزوال من اليوم الثاني عشر ، والثاني قبله من اليوم الثالث عشر.
وحدّ منى من العقبة إلى وادي محسّر.
ونيّة المبيت : « أبيت هذه الليلة بمنى في حجّ الإسلام حجّ التمتّع ، لوجوبه ، قربة إلى الله ».
والنائب يضيف في جميع ما ذكرناه : « نيابة عن فلان » فينوي :
« أحرم بالعمرة المتمتّع بها إلى حجّ الإسلام حجّ التمتّع نيابة عن فلان ، وألبّي ـ إلى آخرها ـ لوجوب الجميع عليه بالأصالة وعليّ بالنيابة ، قربة إلى الله ».
وأمّا التكميل
فاعلم أنّه قد ثبت في العلوم الحقيقيّة والأخبار النبويّة بقاء النفس بعد خراب البدن. وأنّ إدراكها أتمّ منه حال التعلّق بالبدن.
ولا شكّ أنّ للنفس الخيّرة أثرا عظيما في الإشراف على من دونها. ولا خفاء أنّ نفس النبيّ صلىاللهعليهوآله أشرف من غيرها.
ولمّا كان نبيّنا صلىاللهعليهوآله أفضل الأنبياء ، كان إشراف نفسه الشريفة أعظم ، والتعلّق بها أكمل.
والزيادة في ذلك إعداد تامّ ، باعتبار توجّه النفس المشروفة نحو الذات الشريفة ، ويستعدّ لتلقّي الفيض من عالم الغيب.
والأخبار الواردة بثواب زيارته صلىاللهعليهوآله وزيارة أهل بيته كثيرة مشهورة.
فروينا عن مولانا الإمام أبي جعفر عليهالسلام أنّه قال : « ابدءوا بمكّة واختموا بنا ». (٢)
__________________
(١) أي يجوز لمن اتّقى الصيد والنساء في إحرامه ترك مبيت الثالثة.
(٢) الكافي ٤ : ٥٥٠ / ١ ، باب فضل الرجوع إلى المدينة ؛ الفقيه ٢ : ٣٣٤ / ١٥٥٢.