والقنوت هو الدعاء في الصلاة حال القيام ، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام. وكذلك فسره محمد بن بابويه بقوله : داعين. وقيل : طائعين. وقيل : خاشعين (١).
وقال في الكشاف : هو الركود وكف الأيدي والبصر (٢).
وقيل : الاولى أن يفسر القنوت بذكر الله قائماً أنسب من الدعاء فإنه أعم ، والأصحاب لا يشترطون الدعاء في القنوت ، فإنهم يجعلون كلمات الفرج أفضله وليس فيها دعاء.
وكل ذلك تفسير في مقابل النص ، فهو غير مسموع ، فتأمل.
وأما الثانية ، فلما روى ابن فهد في عدة الداعي عنه صلىاللهعليهوآله أنه كان يرفع يديه إذا (٣) ابتهل ودعا كما يستطعم المسكين ، وفيما أوحى الله الى موسى عليهالسلام : ألق كفيك ذلا بين يدي كفعل العبد المستصرخ الى سيده ، فإذا فعلت ذلك رحمت وأنا أكرم الأكرمين الحديث (٤).
وروي في الفقيه عن صفوان بن مهران الجمال قال : رأيت أبا عبد الله عليهالسلام إذا صلى وفرغ من صلاته رفع يديه فوق رأسه (٥).
وقال أبو جعفر عليهالسلام : ما بسط عبد يديه الى الله عزوجل الا واستحي الله أن
__________________
(١) راجع مجمع البيان ١ / ٣٤٣.
(٢) الكشاف ١ / ٣٧٦.
(٣) كلمة « إذا » وان لم تكن في اللغة للعموم ، لكونها من السور الجزئي لكنها بحسب العرف تفيده ، كما في قوله تعالى ( إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ ) ( إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ ) ( إِذا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ ) وغيرها وقد نص بذلك كثير من المحقّقين ، منهم المولى أحمد الأردبيلي في آيات أحكامه « منه ».
(٤) عدة الداعي ص ١٨٢ ـ ١٨٣.
(٥) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٥ ، ح ٩٥٢.